تمرّ قرب دارها
والضوءُ خافتُ النحيبْ
يسبقكَ الظلُّ إلى قفْلٍ كئيبْ
يودّ لو تفتحه يدٌ
تطلُّ خلفَ دهليزِ الحياةْ
قلبُكَ... يهفو لعناقِ جرْسِ بابِها الحديديِّ
وقرميدٌ توسوس الظنونُ في جوارهِ..
وتعبر الظلالُ في الزقاقِ شبهِ المظلمِ
وأنتَ ساكنٌ دمي
في زمن استحالة الوصولْ
لكَ النجوم.. أقربُ
تحبُّ وصلَها؟!
وهل تناجي ظلَّها
وهل إليها تذهبُ؟!
يا أيها الغريبْ
هواكَ لا ينبت إلاّ حنظلاً
في حقل قريةٍ مريبةِ الظلالْ
وقلبُكَ النابضُ.. ليتَهُ بوردِهِ
لا يتعبُ!!
وإن تكن تطلُّ دارُها
عليكَ في دلالْ
يرفّ صوتُها نَديّاً خلف شبّاكِ الخيالْ
وإن تكن ترى محيّاها الشفيفْ
وإن تكن قبستَ منه قُبلةً
أغنتْكَ عن ألفِ.. رغيْفْ
وإن تكن شقَّتْ لكَ البابَ
على ملاءَةِ الحريرْ
كالفستقةْ
فضاءَ وجهُ مَنْ تضمُّ في الظلامْ
وافترَّ مثلَ الزنبقةْ
وغابَ صوتُكَ الرجيفُ
في حفيفِ موعدٍ
ينأى به عن العيون الضيّقةْ
فلن تكونَ لكْ
ولن تكونَ أنتَ في غدٍ
لها ملكْ..
فالقرية التي أتيتَها
جميعُ أهلِها... بالحبِ كافرونْ
بالوردِ.. كافرونَ
كافرونْ |