أيها الملك السعيد)
تقفلون البلادَ
كحانوتِ سوقٍ قديمٍ
وترمون سوراً على الريحِ
تحصون أشرعة الأمنياتْ
تحسبون الحصى في الشوارعِ
تقتسمون ظلال النفوسِ
تعدّون أزرار قمصانها
ثمّ... تحتجبون وراء الضبابِ
ولكنّ عشباً طرياً
يفتتُ وجه الصخورِ
يزيّنُ.. مركبةً من صفيحٍ
وطيراً يفقّس بين غصون الحديدِ
وورداً (تعمشق) أعلى السياج
تُرى...؟
هل ستصمدُ هذي الحياة الصغيرةُ؟.
إن حاصرتها القيودُ
* * * * * * * *
العصافير تقطف أرزاقها من أعالي الفضاءْ
الفضاء الذي اختنقتْ كلّ نجماته في الظلامْ
من لها...
في الينابيع حتى تعود إليها صباحاً
وترشقها بالضياءْ
من لها في الشبابيك حتّى
تنّقر أخشابها كَي يمرّ الكلامْ
من لها...
في سقوف البيوتِ القديمةِ.
حتى تدوّن أسرارها...
وتطيرَ مع الفجر بين الأحبّةِ
حتى يفيض الغمامْ
من لها وهي تحمل سلّتها
وتدور على الناس
تكشف وجه النهار
وتهدي لكلّ امرئ حلماً
فيضجُّ الوجودُ
* * * * * * * *
قمرٌ أزرق...
يتسلّل بين الخمائل والطرقاتِ الحميمةِ
كم عاشقٍ
سوف يفتح نافذةً للحضورِ
وكم شرفةٍ
سوف يسرح فيها الغناء الشريدُ.
* * * * * * *
نظلّ نحاول أن نصل القمّة المشتهاةْ
نظل برُغم النزيفِ وتيهِ الجهاتْ
نعيدُ الحياة لأحلامنا كل فجرٍ
ترانا... سنقعدُ
إن أثقلوا ظهرنا.
أو... تناثرَ حلْمٌ بعيدُ
* * * * * * *
حين تهوي السماءُ
سنسندها بغصون الفؤاد
وحين يضيق بنا الكون نفرشُ أسماءنا
ثم نمشي حفاةً..
لنحمل ما ظلّ من زغب الصيف فوق الجباهِ
ونطفئ تنوّرَ أيامنا
حين تهرب رائحة الخُبزِ
من حيِّنا وتفرُّ الوعودُ
* * * * * * *
لي على الدروب حقلٌ من الياسمينْ.
يحفر الشعراء على بابه...
هدهداً وبقايا حنينْ
ربما أسرفوا في الغناء
ومدح الزهور التي
تملأ الأرض أنفاسُها
ربما أسرجوا الشمس..
وانتظروها تعبّيء فخّار أيامهم.
أتضيق مدينتكم بزغاليلِ أصواتِهم
بينما... يتباهى بعزف خطاها الخلودُ.
* * * * * * * *
ليتكم تهبون الحدائق بعضاً من الوقتِ
أو تدخلون عوالم من وهج أغنيةٍ
تحلمون بشيء صغيرٍ توزّعه
ضحكاتِ الطفولةِ للأمهاتْ
ليتكم تجلسون على حجرٍ أوّل الفجرِ
تنتظرون بلابل تلك السفوح
وكركرةً للنساء الجميلات يوم القطافِ
فكم ضاع منكم ربيع
ومرَّ على الحزنِ عمرٌ
فلا مزّقتكم رسائل شوقٍ
على الطرقاتِ.
ولا أشعل القلب عيدُ. |