مضى الفجرُ
ملتهماً صرختي
وتقوّس ظهر النهار
ـ أنا الريح تعزفُ أوجاعها
والشوارع ناي كبيرْ
أنا حلمٌ يتعّمرُ فوق رصيفين
كلّ صباح
ـ أنا خاتم امرأةٍ من عبيرٍ
تحسّ مرورَ السنين
على حافة الحيّ مثل الرمالِ
أتوقفها بجدائلها...؟
إن أعدتُ لها في المساء
عصا سحرها
ومفاتيحَ أحلامها
وانتشت بالهواء العليلْ
فما زلت أقرعُ باب السماء
لكي أوقظ النجمةَ النائمةْ
أعدّ السلالم
أكنْس كلّ الشوارعِ قلباً... فقلباً
أسرّب يوماً لشيخٍ
أضاع على شفةِ العمر أحلامه
أتراه...؟
يعيد لأيامه نكهة البرتقالِ
لو اصطاد أقماره ذات يومٍ
على ضفّةِ المستحيلْ
ـ رأيت المكان على خطوتين
رأيت الزمان
فمن يعبر الآن حتى الضفافِ
سوى عاشقين
يبثان عمراً
عظيم الهديلْ
********
تقول الفتاة
يداي تموتان في البردِ
والفمُ يابسْ
ولكنّ صدري لهيبٌ
وليلي هواجسْ
تصوّرْ...!
غياب الضياء عن الأرضِ هذا النهارْ
وإن المسيرَ تأخر بضعَ سنينَ
وإن الحياة
أعادت إلى الراحلين منازلهم
والذين نودّعهم...
لا نودّع غير حماس الرحيلْ
وإن الشجرْ...
سيطلق أغصانه كلّ فجرٍ
فيدنو من القلب أكثرْ
سنَخلِدُ للحبّ يوماً
تعالَ انتظرني
لأطفئ جمري
على صخرةٍ
في الغياب الطويلْ
***
ـ يقول الفتى:
صغيرين نمضي
عجوزين نمضي
حنين العصافير للرحلة الدافئةْ
فهذا المكان الذي لا يطالُ أحدْ
سوى خطو لهفتنا الخائفةْ
ـ نعدّ ملامحها في الصباحِ
ونمسح آثارها في الغروبِ
تعالى... ...
سيجمعنا قارب في الأصيلْ
*********
يداكِ بريق الفواكهِ...
سكّرُ هذا الجنونْ
وعيناكِ نافذتان
لهذا المدى السلسبيلْ
فماذا تصيرُ الحقائبُ...؟
لو يتعثّر هذا النزيفُ
بأغنيةٍ...
أو مناديل تأخذُ شكل غصونٍ
أو امرأةٍ
أو هديلْ
سأدخل هذا الطريقَ
أرتب أرواحهم بيديَّ
وألقي بها في المحطاتِ
ثم أعودُ...
إلى منزلٍ آهلٍ بالهموم
ومدفأةٍ من عويلْ