ـ نعم
بعد عقدين من حبس صمتي/
تظلّمتُ
فاستأنفوا...
أعدموهُ
وما غيروا من مواقفهِ الحرةِ الـ...
بعد يومين
عدتُ أمارس حقي بحريةٍ
درّسوها لنا في كتابِ القناعةْ
أن أقولَ نعم بالإِشارةْ.
ـ يا ماجدة
عليكِ بهمْ
فلن يعجزوكِ أيا ماجدةْ
وقولي لهمْ
كيف أنَّ الفتاة لدينا تقاتلُ
بالروحِ طيف العدى
وقولي على منبر الصمتِ
إنّي أقاتلُ حتّى الكلامَ
وأدفئ سيل الرَّحى الباردةْ
برغم الأنوفِ التي قد تدلَّتْ
سنرجعُ سيلاً
سنرجعُ يوماً
سنرجعُ حتماً
يداً واحدةْ.
ـ أسئلة
من ساومَ الموتى
على قبرِ انهزاماتٍ
معتّقْ
من قالَ للجرحِ المدمّى
... أنْ تفتَّقْ
من قالَ للملاّحِ
: إنَّ الريحَ عاتيةٌ
ستغرقْ
عندي لأسئلتي إجاباتٍ عقيمةْ
ألشمسُ صفراءٌ
... ولونُ البحرِ
أزرقْ.
ـ أحياناً
يحدثُ أحياناً
أنْ أشربَ من قنينةِ يأسي/
حتّى الهذيانْ
أَنْ أقرأ فاتحةَ الآياتِ
على قبرِ حنيني
أَنْ أصبحَ
في رشفةِ حزنٍ
ذكرى..
لا يحدثُ أن أضحكَ
إلا من مأساتي.
ـ لو...
لو أنَّ العالمَ قبل الألفِ الثالثِ للتفاحةِ
لم يعشقْ
لو أنَّ الدنيا زورقُ شعرٍ
شاعرها الربانُ
لما غرقَ الزورقْ
لو أن سفينةَ نوح امتلأتْ
بالأشجارِ وبالأسفارِ
وما غصّتْ فينا
لم نغرقْ
لو أنَّ التاريخَ سلانا
لو أنّا نحن حفظناهُ
بأضعفِ إيمانٍ يسكننا
ما كان التاريخُ تمزّقْ.
ـ عليك الأمان
عليكَ الأمانُ
فخذْ راحتيكَ وغادرْ
وعبِّئْ جراحكَ في سلةِ الأمنياتِ
وسافرْ
سأبقى أغني إلى وقت تأتي
كعصفورةٍ للمقابرْ
أنا لست أملكُ غيرَ انتظاري
وبضعَ حروفٍ
وكسرةِ خاطرْ.
ـ غدر
سافرتُ أنا وصديقي
وامرأةٍ حبلى بالآمالِ
قضيتُ الليلةَ أحرسها
من غدرِ صديقي
حتى نمتُ
استيقظتُ وجدتُ صديقي مقتولاً
وأنا تغتصبُ المرأةُ صمتي.
ـ كتابتي..
ها إنني حُبلى بألف قصيدةٍ ودمي
ربابةْ..
رَحمي تكوَّرَ من دموعِ كتابتي..
يا ليتني ما قد عرفتُ أنا
الكتابةْ..
فمتى يكونُ تُرى المخاضُ
لكي تعود أناملي من وكرها
في كفِّ أقلام الكآبةْ؟!!
دندنتُ أكثر من وداعٍ وانتقامٍ واحترامْ..
ونسجتُ قافيةَ
العتابا..
وكتبتُ كلَّ قصائدي
علِّي أُخلِّصُ صوتَ صمتي من براثنها
الرتابةْ..
ها إنني حُبلى بأكثر من غرامْ..
ما قد دنا مني حنينٌ..
غير أني قد حَملتُ..
وقد سألتُ الليل ما عرفَ
الإجابةْ.
\"علينا أن نقول... وعليكم أن تقولوا..\"
الفرزدق