الناس توغل في الذهاب.. |
والبحر في صمت تهدهده الرّمال |
وتلفّه السحبُ الثقيلة والضباب.. |
... |
الناس توغل في الغياب |
وتذوب في الطرق البعيدة |
كالسراب.. |
يا غربة الأمواج... |
يفجؤها الرحيل.. |
لكأنها تستصرخ الزمن المسافرَ |
كي يظلّ على السواحل |
فترة أخرى.. |
لتودّع الأطفال والأعراس |
والصخب الجميل .. |
حتى الرّمال تغص بالكلمات |
خلف الذاهبين .. |
"لا ترحلوا..لا تتركوني في العراء.. |
أرجوكم انتظروا .. |
لبعض الوقت.. |
من أجل الوداع.." |
... |
وتغادر الألوان والهرج المباح.. |
ويسير بعض الرمل بين الراحلين |
متشبثا بحقائب السفر البغيض |
متخفيا بين الأصابع .. |
والتلافيف المنيعة في الثياب |
والموجُ يَشرَق بالرّجاء.. |
وكأنها الأشواق تحرقه.. |
فيعلو صاخبا .. |
خلف الخطى.. |
كان الأصيلُ مبعثرا.. |
بين اصفرار الوقت |
والشمس الخجولة والرياح.. |
والبحر يخلد للسكون.. |
تغشاه أنسام الخريف. |