حُكم الأحبّة مسموعٌ ومقبــول |
وجَورُهم في الهوى عدلٌ ومعقـــول |
وبُخلهم بالذي نرجوه مكرُمــة |
ومُرّ ما يهَبُ الأحباب معســـول |
في هيكل الحبّ يشتدّ الصَّبا ألقا |
كأنما العاشق الولهان مخبـــول |
ويَنطق الصمت آهاتِ مقطّعــة ً |
كأنما الصوت مكسور ومذهـولُ |
يغطّه اليأسُ حينًا ثم يُنعشــه |
وهْمُ الوصال فيصحو وهوَ مكبـول |
لا يعرف الحبَّ من قادته شهوته |
إلى الجسومِ وأغرته التماثيــل |
فالحبّ أجملُ ما تشقى القلوب به |
والعمرُ في حرم المحبوب مبـذول |
والغَدر أقبحُ ما تأسى النفوسُ له |
كم من مُحبّ تردّى وهو متبــول |
إلا الذين روَوْا من حوض الكريم صدًى |
هزّ َالفؤاد َ، وباب الوصل مأمــول |
هو الحبيب الذي لا كِبرَ يخدشـه |
ولا تعالِ ولا هجرٌ وتبديــل |
حديثُه الدّرُّ لم يُنطقه فيه هـــوًى |
وخطوُه البرّ مكتوب ومفعــول |
ويعرفُ القولُ أنّي لا أصــــدّقه |
مهما تحلّى وجلّى وهو مصقـول |
كلّّ الخلائق قد ترنو إلى ِصفــة |
إلا النبيّ ففوق الوصف مجبــول |
أسْرى به الحقُّ في العلياء متّشحا |
بالمكرمات وفي يُمناه تنــزيل |
لا الشمس تُبصره لا البرقُ يلمحه |
فكيف تَنبحُه العميان والحُـول؟ |
من ذا يُسيئ إلى المختار في أفُق |
فوق الزمان وِسترُ الله مســـدول؟ |
هل لي ببُردتك الخضراء تجمعني |
قد بَعثر الرّوحَ تشريدٌ وتضلــيل |
هل لي بها سكنا أرتاح فيه مدى |
قد هدّني التيهُ والمركوب مهـزول |
هل لي بها عبقا يُحيي بروقَ دمي |
فأُبصرَ النهجَ تحميه التهاليـــل |
هل لي بها نبأ ًبالوعد مبتهجا |
إن الفؤاد تلظّى وهو مكلـول |
يا أحمد العشق إني ذائب خجلا |
من أمنياتي وأحزاني سرابيــل |
أشكو لك السهوَ والنسيانَ يُبعدنا |
نحو المتاهات والإبعادُ تنكــيل |
ذي أمّة خمدت أشواقُها فغدَت |
كشارد الوهم تذروه المخاييــل |
ما بالها الآن لا نهجٌ يؤلّفها |
مسلوبة َ الرّوح والوجدانُ مخـــذول |
من للرّسالة والراياتُ قد همَدت |
وأُلجِم المُهرُ والمَهريُّ معــزول |
من للوديعة والأعرابُ قد نقضوا |
عهدا مع الأرض والتاريخُ مذهــول |
من للمواجع والأحشاءُ موقدةٌ |
ثكلى وطفلٌ مُسجّى والرّدى غــول؟ |
كلّ الخساراتِ عشناها على أمل |
أن ينصرَ اللهُ ، والإقدامُ مغلــول |
كلّ البياناتِ جرّبنا فصاحتها |
وكلّها يئست منها الغرابيــل |
لولاك لا لقبٌ كنّاهُ أو نسبٌ |
ولا تألّفَ مناّ القالُ والقيــل |
هذا هو اليُتم والأكوانُ شاهدةُ |
أناّ بلا زمن والعمرُ مملــول |
أسلمتُ وجهيَ للرّحمان مقتنعا |
ونهجُك السمحُ في عينيَّ قنـديل |
ذاك الكتابُ فلا قولٌ يطاوله |
ولا عقولٌ ولا يُفنيه تأويــل. |