تُغادر النساء والأطفال .. |
تغادر الطيور والزهور.. |
تغادر النجوم والسماء.. |
وتمتطي الألوانُ صهوة الرّياح .. |
يسافر الجميعُ في اضطراب .. |
ويستبدّ الليلُ والغبار.. |
فتغرق الكروم في الدّخان.. |
ويسقط الإنسانُ في دُوار .. |
مضمّخا بالشوق والفداء |
على ثرى لبنان . |
**** |
جحافل الياجوج والماجوج |
تجيء كل عام |
لتحصد اللقاء والسلام |
وتزرع الجحيم |
وتقصف الشياه والرّعاة |
وتكسر النّايات.. |
جحافل الياجوج والماجوج.. |
لا يفهمون الخير والجمال.. |
لا يدركون بهجة الحياة |
في بُردة الحقول والأنهار والغابات |
ويقتلون الخيل والغزلان والحمام.. |
ويخطفون الأنس والأمان |
من أعين الأطفال. |
**** |
جحافل الياجوج والماجوج |
تقطع الأوصال والدروب.. |
وترجم العيون والآباروالأنهار |
تُحرّق الزيتون والنخيل والأعناب |
وتنشر الأوجاع والخراب.. |
كأنما الآلامُ حصّة ُ"الجنوب" |
في محفل الأمم . |
**** |
يا أيها المغادرون .. |
لا ترحلوا.. |
لا تتركوا لبنان للذئاب |
لا تركبوا قوارب المؤامرة |
لا ترهبوا القراصنه |
فالأرض في لبنان لا تزول |
والوصْل في لبنان لا يزول |
مرّ التتارُ من هُنا .. مرّ المغول .. |
لكنهم تبعثروا.. |
جميعُهم تبعثروا.. |
وأينعت لبنان . |
**** |
يا أيها المغادرون .. |
"جبران" في البقاع.. |
يؤلف النشيد للقلاع .. |
تشدو به"فيروز"في التلال : |
" سنرجعُ ... سنرجع ُ.." |
فيصدح الجنوب بالصمود : |
" سترجع الأيام والبهاء .. |
ويضحك التراب للسماء.. |
وتنتشي سواعد الرجال والنساء |
فيشمخ الزيتون في لبنان ". |