دعيني بلا قهوة في الصباح
ومن دون أن تفتحي زرَّ راديو
ولا تصفعيني بتلك الصحيفه
لأشعر أني أصافح يوما جديدا
على غير عادات ذاك البلد
دعيني أبعثر نفسي
وأكسر وقع الخطى
وأصرخ في البيت مثل الصبيّ
عسى أستعيد عبير انعتاقي
فإني أحتاج بعض الإثارة
كي تستساغ الحياةُ
بهذا الوجود الرتيب
ولو بالجنون .. وبعض النكد
نكرر أيامنا الهاربات
ودون انتباه إلى عمرنا المستقرّ
نسافر مثل الخرافة
مثل الغمام..
ونهتف مثل الفتى الجاهليّ
ـ وقد دوّختنا الفتون ـ
قفا نبك من ..
جموح الفصول
وتيه الأمد
يلوذ الزمان بأصقاعنا
يستريح قليلا..
ويغنم في ظلنا
خيمة للسلام العجيب
يحط بها تعب الآخرين
ويحدث أن..
يستطيب الزمان على أرضنا
نومةً للأبد
تماهى الوجود لدينا مع الراحلين
فمجد الولادة للسابقين
وفخر الرّيادة للفاتحين
وفضل الكرامة للتابعين
فماذا تبقّى لنا دونهم..
ونحن نطالبهم في عياء
بخيل المدد ؟
سئمت رتابة هذي التحايا
وبسماتنا الفاتره
ونظرتنا في الفراغ البهيم
نصافح هذي الشوارع
من دون قلب ..
ووجه المدينة هندسةٌ للجفاف
يُطاول وجهَ السماء بأبخرة
من رماد الكبَد
تحاورني ومضات السراب
لأنيَ أشبهها ..
في الوميض الكذوب
فأزعم أن القصيدة
لا تستقيم بغير الكذب
وأن المجاز ..
حقيقةُ كوْن العرب
دعيني بلا قهوة أو بريد
فإن المواعيد سالت بها الذكريات
ونامت نواطيرها
ولكن أنشودة قد تشدّ الرّحال
لفجر جديد..
وقد لا تعود لهدهدة الحالمين
وقد تستبد