|
|
|
|
::: موسمها الكرنفال
:::
|
[b]شعر : عبد الجواد خفاجى [/b]
موسِمُها الكَرْنَفال
جاءتنى .. تَرْفُلُ فى الدَّلِّ ، وفى التِّيهِ ، وفى النَّجْوى تسبقُها أطيافٌ مِن فيضِ البِِشْرِ ، وأسرابٌ مِن أطيارِ البُشْرَى ، واحدةٌ تُسْتَثنَى فى روْعَتها الـ \" تَنْدَاحُ \" حَوَاليْهَا ، إذْ تخطو تتثنَّى ، وكأنْ تخطو فوقَ الموجِ ، أو لكأنْ تعْبُرُ خَطَرَا ، أو لكأنْ يزَّاحَمُ قُدَّامَ مسيرتِها جيشٌ مِن عشَّاقٍ يَصْطَرِعون عليها ، والمغيراتُ صُبْحًا وعصْرَا . أو لكأنْ تتفَلَّتُ مِن غابةِ النَّازِحينَ إلى مرجِها العَسْجَدِىِّ عِشَاءً وفجْرَا . آهٍ .. لو مُتِّعتَ على مَهَلٍ بالنَّظَرِ إلى مِشْيتِها ؛ لانشرحَ الصَّدرُ ، أو انفطَرَ مِن اللوعةِ وجْدَا ، وانْتَفَضَتْ روحُكَ مِن مَكْمَنِها ، وانطلَقَتْ تصطافُ ... انطلقتْ سكْرَى . آهٍ .. لو أيَّدَك القدُّوسُ بمعجزةٍ كُبْرَى ومددَّتَ إلى أغصانِ مفاتِنها يدَّا ... .. لو مَتَّعك اللهُ ببسمتِها ، أو يُسِّرْتَ لملمسِ خدَّيها لصعدتَ إلى الفردوسِ الأعلَى ، ونهلتَ من الكوثرِ شَهْدَا ، تسْبِقُكَ الفرحةُ ، والأشواقُ إلى روعةِ ثغْرٍ يا الله .. إذا تلثمُه تَسْتَافُ الوردَ. .. لو مُلِّكتَ مفاتيحَ القلبِ ، فقَدْ مُلِّكتَ – على عجلٍ – فى الدُّنيَا مَلِكَا ، وبدَّدتَ مِن التِّهْيَامِ ، ومِن نجوى الليلِ ، ومِن تِيهِ غوايَتكَ المُلْكَا . آهٍ .. لو تصْعَدُ عيناكَ إلى عينيها ؛ تعْرُجُ فى مِعراجِ سماواتٍ سَبْعٍ وتعاينُ ما أنْزَلَه الله على الملَكَيْنِ ببابلَ سِحْرَا ، وتسافِرُ فى مَلَكُوتٍ عُذْرِىٍّ تَيَّاهٍ ، لا تدرى إن كنتَ تفِرُّ إلى سِدْرَتِها أو كُنْتَ تكرُّ إليها كرَّا . آهٍ .. لو يُدْنيِكَ القلبُ ؛ فقد أُجْلِسْتَ على عرشِ مَمَالكِ بلْقيسٍ أو مُلِّكْتَ حدائقَ بابلَ ، أو مُكِّنْتَ مِن القدِّ الفوَّاحِ فقد مُلِّكْتَ حدائقَ غُلْبَا . تُمْنِيكَ من اللوزِ الحولىِّ ومِن جَوْزِعسلىِّ وتَخُشُّ مواسمَها ؛ تقطفُ ما يَدْنو وتُمَرِّغُ خدَّيْكَ وكفَّيْكَ على سندُسِها الأبـَّا ، وهنالكَ يبدأُ موسِمُكَ القمرىُّ وتستنشقُ رائحةَ البحرِ الأبيضِ ريحًا صبَّا ، ويداهِمُكَ المدُّ ؛ فتبْحِرُ ، يحْدُوكَ الطَّيرُ ، وأجنادٌ لا تُدْركُها ، وتَكِبُّ على وجهكَ كَبـَّا لا تدرى إن كان البحرُ عصيًّا أو كنتَ - على عصيانكَ - تُبْحِرُ طوعَا ، تتمنى أن تتأبدَ فى رحلَتكَ اللُجْبَى ، لا تسألُ : أيَّانَ المَرْسَى ؟ تمضِى .. لمساءاتٍ أخرى ، وشواطئَ أخْرَى ، يسكُنُها اللؤلؤ والياقوتُ وأصدافٌ أخرى ... تتقافَزُ حوْلَيْكَ جَآزرُها ، وأيائِلُها ، وأرانبها , فوق الكُثْبَانِ النَّاعمةِ الحَرَّى يتموسَقُ هذا الكونُ إذا تَرْسُو ، ينْفَرطُ إذا تنفرطُ جدائلُها غُدْرانًا ، وخمائلَ ، ومُرُجًا خضْرَا ، وتَرِِفُّ طيورٌ ، وفراشاتٌ حَوْلَيْكَ تَسْتبدِئُكَ الرقصَ ، وتستَفْتِحُك النَّشوة ، وتجئُ غزالاتٌ سَكْرَى تسْتَبْديِكَ - على عجلٍ - خَمرَا . وهنالكَ تزهو فى موسمِكَ السِّحرىِّ الـ \" يتوهجُ \" بالخَوخِ وبالعُنَّابِ وبالـ ...... تهتفُ : يا بُشْرَى !. جاءتنى .. ترْفُلُ فى الدَّلِّ ، وفى التِّيهِ ، وفى النَّجوَى واحدةٌ تُسْتَثْنَى ،،،،،،
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
56 |
عدد القراءات |
0 |
عدد مرات الاستماع |
0 |
عدد التحميلات |
5.0 �� 5 |
نتائج التقييم |
|
|
|
|
|
|
البحث عن قصيدة |
|
|
|
|
|
|
|
|
البحث عن شاعر |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
47482 |
عدد القصائد |
501 |
عدد الشعراء |
1690569 |
عــدد الــــزوار |
2 |
المتواجدين حالياُ |
|
|
|
|
|