نَادَى المَشيبُ إلَى الحُسْنَى بِهِ وَدَعَا فَثَابَ يَشْعَب بِالإقْلاعِ مـا صَدَعـا
وَباتَ يَخْلَـع مَلْـذوذَ الكَـرَى ثِقَـةً بِأَنَّهُ لابِـسٌ مِـنْ سُنْـدُسٍ خِلَعـا
مُسْتَبْصِراً في اتِّخَاذِ الزُّهْدِ مَفْزَعَـةً لِيَأْمَنَ الرَّوْع يَوْمَ العَرْضِ والفَزَعـا
يَسْعَى إِلَى صالِحِ الأَعمالِ مُبْتَـدِراً ولَيْسَ لِلْمَرْءِ إِلا مَـا إِلَيْـهِ سَعـى
يا خاشِياً خاشِعاً لا تَعْدُهـا شِيَمـاً فالأَمْنُ والعِزُّ في الأُخْرى لِمَنْ خَشَعا
لَئِنْ تَمَلْمَلْتَ في جُنْحِ الدُّجَـى أَرَقـاً فَسَوْفَ تَنْعَمُ في الفِـرْدَوْسِ مُتَّدِعـا
أَرِقْـتَ لِلْواحِـدِ القَيُّـومِ مُتَّـصِـلاً بِهِ فَلَيْـسَ رِضَـاهُ عَنْـكَ مُنْقَطِعـا
دارُ القَرَارِ لِمَنْ صَحَّـتْ سِيَاحَتُـهُ في الأَرْضِ واعْتَمَدَ الجَنَّاتِ مُنْتَجَعا
لا تَبْتَدِعْ غَيْرَ مَا تَبْغِـي بِمَصْنَعِـهِ مَرْضاةَ مَنْ صَنَعَ الأَشْياء وابْتَدَعـا
ولا تُعَرِّجْ عَلـى أعْـراضِ فَانِيَـةٍ تُولِّيـكَ هَجْـراً إِذا أوْلَيْتَهَـا وَلَعـا
إيَّاكَ والأَخْـذَ فيمـا أنْـتَ تارِكُـهُ من تُرَّهاتٍ تَجُرُّ الشَّيْـنَ والطَّبَعـا
دِنْ بِاطِّراحِكَ دُنْيا طالَمـا غَـدَرَتْ وزُخْرُفاً مِنْ حُلاها شَدَّ مـا خَدَعـا
وادْأَبْ علَى البِرِّ والتَّقْـوَى فَبابُهُمـا إلَى السَّعادَةِ مَفْتُـوحٌ لِمَـنْ قَرَعـا
وَلا تُفَارِق صَدىً فيهـا ومَخْمَصَـةً تَنَلْ بِدارِ الخُلـودِ الـرِّيَّ والشّبَعـا
ساعِدْ مباعِدَهـا واحْـذَرْ مَكَايِدَهَـا إنَّ الفِطامَ علَى آثارِ مَـنْ رَضَعـا
وَلْتَزْرَعِ الخَيْرَ تَحْصِدْ غِبْطَـةً أَبَـداً فإِنَّما يَحْصِدُ الإنْسَـانُ مَـا زَرَعـا
وَإنْ لَمَحْتَ فَصُنْـعَ اللَّـهِ مُعْتَبـراً وإِنْ أصَخْـتَ فَلِلْقُـرْآنِ مُسْتَمِـعـا
نِعْمَ الأَنِيسُ إذَا اللَّيْلُ البَهِيـمُ سَجَـا لأِهْلِـهِ وإذا رَأْدُ الضُّحَـى مَتَـعـا
لا تَنْقَضِـي كُلَّمـا تُتْلَـى عَجَائِبُـهُ ولَيْسَ يُمْحِلُ مَنْ في رَوْضِهِ رَتَعـا
حَبْـلٌ لِمُعْتَصِـمٍ نُــورٌ لِمُتَّـبِـعٍ هُدىً لِذِي حَيْرَةٍ أَمْنٌ لِمَـن فَزِعـا
هُـوَ الشَّفِيـعُ لِتَالِـيـهِ وَحَـاذِقِـهِ وَمِثْلُـهُ غَيْـرُ مَـرْدُودٍ إِذا شَفَعـا
يَا حَسْرَتِي خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَـلٍ فَغَازَلَ الأَمَـل المَكْـذوبَ والطَّمَعـا
وَعاشَ لِلْكَـدِّ والأَوْصـابِ مُحْتَقِبـاً بِما اسْتَراحَ إِلى مَيْنِ المُنَـى هَلَعـا
آهٍ لِعُمْـرٍ مُعَـارٍ لا بَـقَـاءَ لَــه يُفَرّقُ الدَّهْر مِنْهُ كُـلَّ مَـا جَمَعـا
كالمُزْنِ مَصْدَرُهُ في إِثْـرِ مَـوْرِدِهِ بَيْنـا تَرَاكَـمَ فـي آفاقِـهِ انْقَشَعـا
فِي كُلِّ يَوْمٍ يَسيرُ المَـرْءُ مَرْحَلَـةً وإنْ أقَامَ فَلَـمْ يَظْعَـنْ ولا شَسَعـا
أُعِير يَا وَيْحَـهُ عُمْـراً إلـى أَمَـدٍ ثُمَّ اسْتُـرِدّ بِكـره مِنْـهُ وارْتُجِعـا
وَذُو الحِجَى غَيْـر مُغْتَـرٍّ بِبارِقَـة لا ماءَ فيهـا وإنْ لألاؤُهـا سَطَعـا
كأَنَّـهُ وَالسُّهَـادُ البَـرْحُ هِمَّـتُـهُ يَخْشَى البَيَاتَ مِنَ الأحْدَاثِ إنْ هَجَعَا