ما حَالُ مَنْ جُثْمانُـه وفُـؤادُه قَد عاثَ فيه نُحولُـه وجـوَادُهُ
غَرِيَ الغَرامُ بهِ فَحَيثُ هُجُوعه مِنْ قَبْل أنْ يَهْوَى فثَمَّ سُهـادُهُ
فتَضَرّمَتْ مِنْ لَوْعَـةٍ أنْفاسُـهُ وتصَرَّمَتْ في حَسْـرَةٍ آمَـادُهُ
وكأنَّما صَوْبُ العِهاد دُموعُـه وكأنَّما شَـوْكُ القَتـادِ مِهـادُهُ
واهاً لَهُ مِـنْ مُفْـرَدٍ بِنَحيبِـهِ لَوْ كانَ يَجْمَعُ شَمْلَـه إفْـرَادُهُ
يَرْتاحُ للرَّوْضِ المَشُوقِ حَمَامُه ويحِنُّ للبَرقِ الخَفـوقِ فُـؤادُهُ
ويَبيتُ بَيـنَ تَشَـوُّقٍ يَقْتَـادُهُ وَلَعـاً وبَيْـنَ تـأرُّقٍ يَعْتَـادُهُ
والنّجْمُ يُسْعِدُه عَلى خلْعِ الكَرى ومِن الشّقَاوَةِ في الهَوى إِسْعادُهُ
وهُناكَ يُنْكِرُه الضُّحى وبَيَاضُه وهناكَ يَعْرفُه الدُّجَى وَسَـوادُهُ
قَصَرَتْ مَسَافَةَ عُمْرِهِ حَسْنَاؤُهُ فَأَطالَتِ البُشْرى بـهِ حُسّـادُهُ
وَغَدَت تَشُوبُ له المَوَدّة بالقِلى وهوَ الصّريحُ صَفَـاؤُهُ ووِدَادُهُ
حَجَزَتْ إِصَابَةُ نَفسِهِ وغَلِيلـه وأنينـه وعَويلُـهُ أشْـهَـادُهُ
ولَقَد يُسَـرُّ لأنّـهُ يَـا وَيْلَـهُ إن حُمّ عَنْ لَحَظَاتِها اسْتِشَهادُهُ
لا تَعْذِلُوهُ عَلى الهَوى فَمَـدَارُه وَكَفاهُ عُذْراً حَيثُ طابَ مُرَادُهُ