أهْـلاً بِـهِـنّ أهِـلَّـةً وكَواكـبـا زَحَفـت هِـلالٌ دونَهـنّ مواكِـبـا
تَخدي الركائِبُ والسّلاهِـبُ حَوْلَهَـا تُـرْدي كأسْطـارِ الكِتـابِ كتائبـا
فالمَـوْتُ بيـنَ أوانِـسٍ وفَـوارِسٍ جـاروا عَلـيّ أعادِيـاً وحَبائِـبـا
هُـنّ الظّبـاءُ العاطِيـاتُ سوالِفـاً وهُمُ الأسـودُ الضّارِيـاتُ مَخالِبـا
جَعَلوا الدّماءَ خَلوقهُـم وخِضَابهُـم مُسْتأصِليـنَ مُسالمـاً ومُحـارِبـا
أنهاكَ لا تَغْـشَ المَضـاربَ خِيفَـةً من أعْيُن تَهَبُ الصّفـاحَ مضَارِبـا
لَـم تَـرْمِ إلا أقْصَـدَتْ لحَظَاتُهـا فَجَرى دَمُ الصّـبّ المُتَيّـم صائِبـا
يا مَـن لقَلـبٍ ذائـبٍ مـن غـادَةٍ كالصُّبحِ تسْحـبُ لِلظّـلام ذَوائِبـا
وَحْشِيّـةٌ فـي فَــازَة بِمَـفـازَةٍ يَنزو الجنانُ الوَحشُ مِنهـا راهِبـا
خَيلاً وَشَوساً مِـن حِفـاظ صـادِق تَلقَـى عِرابـاً قَبلَهـا وأعـارِبـا
حُمرُ القِبابِ على اليبابِ هيَ المُنـى وكَفَـى بهِـنّ أمانـيـاً وَمـآرِبـا
لو لَـمْ تُظلّـل بالرّمـاحِ عَواسِـلاً دونِي وَتَكـلأ بالصّفـاحِ قواضِبـا
فَلَكم طريـرِ الحَـدّ يخفُـرُ طُـرّةً ولَكم أصـمِّ الكعْـبِ يكفـلُ كاعِبـا
دَعني أجِد شَوْقـاً إلَـى مَخضوبَـةٍ أطرافُها بِدَمـي الطّـرِيِّ خَواضِبـا
مَنْ راح بالبِيـضِ النّواعـمِ هائِمـاً لـم يَغـدُ للسُّمـرِ الذّوابِـل هائِبـا
والصَبُّ مَن خاضَ الأسِنّة والظُّبـى نَحوَ الظّبـاء مُطاعِنـاً ومُضارِبـا
إنْ لا يُسَلْ عنّـي فكـلُّ جوارِحـي جُرْحٌ رَغيـبٌ بـتُّ فيـهِ راغِبـا
قَـد صَيّرَتنـي العامِريّـة عامِـراً ألْقى الأسِنّةَ كيـفَ شِئْـتُ مُلاعِبـا
أمّا الهَوى فأخو الوَغى لَم أسْتَـرحْ مَـن ذا لـذاكَ مُراوِحـاً ومُناوِبـا
فكأنَّ عهْداً مـن ولـيّ العهـدِ لـي أنْ تُسْفِرَ الغَمـراتُ عنّـيَ غَالبـا
مَلِكٌ أنَاف علَـى الملـوكِ مَحامِـداً ومَحَاتِـداً ومَناسِـبـاً ومَناصِـبـا
تَنْمِيـه آبــاءٌ كِــرامٌ لِلعُـلـى كَثـروا النجـوم مَقانِبـا ومَناقِـبـا
بَيْـت الإمـارةِ بيتُـه وبِحَسْـبِـه حَسباً يشقُّ عَلـى الثّواقِـبِ ثاقِبـا
يَحلو لـه طَعـم الكَريهَـةِ سَلْسَـلا وهِيَ الأجـاجُ مَشارِعـاً ومَشارِبـا
أمـدُّ مـا تَلقـى طَلاقَتُـهُ مَــدىً في اليومِ أنّ ضُحاه يَطْلـعُ شاحِبـا
مـازالَ فـي ذاتِ الإلَـهِ مُشمّـرا ولِذَيـل فَيْلقِـه العرَمْـرَم ساحِـبـا
يَغشى الخِطار إلَى الخَطيرِ من العُلى قبْـلَ الصَـلادِم لِلعَزائِـم راكِـبـا
مُتَبَسِّمـا يُزْجِـي سَحائِـبَ عِثْيَـرٍ تَنْهـلّ منهُـنّ الـدّمـاء سَواكِـبـا
وتَروقُ فيهـا كالبَـروقِ مناصِـلٌ لا ترتَجي مِنهـا الجَماجِـمُ حاجِبـا
قَد راعَ أجـواز المَهالِـك حاطِبـا واحْتـازَ أبْكـارَ المَمالِـك خاطِبـا
أمْنِيّـةٌ لَـبّـتْ لُـهَـاه راضِـيـا وَمَنِيّـةٌ صَـدّت ظُبَـاه غاضِـبـا
لم يَبْدُ فـي أفـقِ الهِدايَـة طالِعـاً إلا تَـوارَى ذو الغِوايَـة غـارِبـا
عَجَباً لِماء حَديـدِه ألِـف الوَغـى نـاراً فـولّـد ذا وَذاك عجائِـبـا
لِيُطَهّر الآفاقِ مـن ذَنْـبِ العـدى حَمَل الصوارِم في الغُمـودِ مذانِبـا
وكأنّـمـا عَزَمَـاتُـه وعِـداتُــه عُصُف الشّمال وقَد لقِيـنَ سَحائِبـا
يُمناهُ مِثـل المـزن ترْسـلُ وابِـلاً غَدقاً وترْسل في الكَريهَـةِ حاصِبـا
إنْ جَدّ راع الضارِيـات غَواضِبـا أو جاد غـاظ الطامِيـات غَوارِبـا
بيْـنَ القَسَـاوِر والكَسـاوِر زَحْفُـه مِمّا اصْطَفـاهُ أخامِسـاً وسَلاهِبـا
مـا هـمّ بالمَلِـكِ الهُمـام ففـاتـهُ ولَـو اغْتَـدى للنَيّـرات مُصاقِبـا
وَلهُ سَجايا فـي السّمـاحِ غَريبَـة مَـلأت أكُـفّ العَالَميـنَ رَغائِبـا
صَـدّق بِكُـلّ عَجيبـة إلا بــأن يَنْفَـضّ عَنْهـا ذو رَجـاء خائِبـا
مَنْ نالَ مـن تلـك الأنامـل نائِـلاً لَمْ يَشْكُ مِنْ نُـوب الليالـي نائِبـا
أمِـن الأنـام بـه فعـاد مَـراقِـداً لِجُنُوبِهـمْ مـا كـانَ قَبْـلُ مَراقِبـا
إنّ المُلوك بَني أبـي حَفْـصٍ أبَـوْا بِأبِيـهِـمُ إلا السـمـاءَ مَرَاتِـبـا
أبْقـاهُـمُ لِلْمُتّـقـيـن هـديَــةً كالشّمـسِ تُعْقِـبُ أقْمُـراً وَكَواكِبـا
وَعَلى أبي يَحْيـى الْتَقَـت أنْـوارُهُ فَتَمَزّقتْ عَنْهـا الخُطُـوب غياهِبـا
لـلّـهِ درُّ عِصَـابَـة قـدسِـيّـةٍ لا يَرْتَضون سِوى النجوم عَصائِبـا
باهى الزّمانُ بِهـم سَـرَاةَ مُلوكـه وزرَى عَلَيْهـم عَاتِبـاً أو عَائِـبـا
يا ابْنَ الإمـامِ المُرْتَضـى هُنئْتَهـا شِيَماً وَرثـتَ ضُروبَهـا وَضَرَائِبـا
وَإِمَــارَةً قُلدْتَـهـا فاسْتَخْـدَمَـتْ سَعْـدَ السعـودِ فَواتِحـاً وَعَواقِبـا
وَلَقَدْ وَرَدْتَ علَـى الأيَامِـنِ قَادِمـاً وصَدَرْت وضّـاحَ المَيَامِـن آيِبـا
فانْهَضْ لتَدْبيـرِ الأمـورِ مُصاحِبـاً لا زالَ أمْـرُكَ للظهـورِ مُصاحِبـا
وَاطْلـع بِأفْـق النّاصِريّـة باهِـراً يَأفُـلْ أمَامَـكَ كُـلُّ بـاغٍ هَارِبـا
يا حَضْرَةَ التّوْحِيدِ زانَـكَ حاضِـراً ثُـمّ استَقَـلّ يَسُـدّ ثَغْـرَك غَائِبـا
والأسْد قَـدْ تَنْـزاحُ عـن غاباتِهـا لِتُعـزّ أطْرافـاً لَـهـا وجَوَانِـبـا
والبيض لـوْلا هجْرُهـا أغْمادهـا ما واصَلَتْ بَرْيَ الرِّقابِ ضَوارِبـا
هِـيَ خِدْمَـةٌ أدّيْـت حَقّـاً لازِمـاً مِنْ وَصْفِها وقَضَيْت فَرْضاً واجِبـا
ولَعَـلّ فِكـراً جـال فـي تَهذيبِهـا لَفْظـاً وَمَعْنـىً لا يُسَمّـى حَاطِبـا
مـا قُلْـتُ إلا مـا فعلتُـم طيّـبـاً بِشَذى عُـلاك مشارِقـاً ومغارِبـا
وإذا النهى أملـتْ عُـلاكَ مَدائِحـا فَمِـنَ السّعـادَة أن أكـونَ الكاتِبـا