أشدو بها وَسطَ النّـدِيِّ الحاشِـدِ وَضّاحَةً مِـن غُـرَرِ المَراشِـدِ
سنا الصّباح مِن سَنَاهـا الواقِـدِ شِيدَت مَبانيهـا عَلَـى قَواعِـدِ
وَأَيُّ مَـرْأَى صَـادِقٍ وَقَاصِـد صاعِدَةٌ إلى المَحـلّ الصاعِـدِ
سَعيـدَة فـي زَمَـنٍ مُسَـاعِـد كَريمَـةُ المَعْـهَـدِ وَالمَعـاهِـدِ
وانْتَسَبَت في أَشـرَفِ المَحاتِـد فَلَيـسَ عَنْهـا أَحـدٌ بِحـائِـدِ
ولا لَها في الأرْضِ مِن مُعانِـد بَيْعَةُ رضْـوَان وهَـدْيُ خَالِـدِ
ما بَيـنَ مَعْهـودٍ لـهُ وعَاهِـد مِيثَاقُهـا حَـلَّ عُـرَى المَكائِـدِ
وَعَقْدُهـا جَـلّ عَـنِ العَقائِـدِ كانَت لَها السَعـود بالمَراصِـدِ
فَالمُشتَري يُملي علـى عطـارِد مَـا أمَّلَـتْ مَنابِـرُ المَساجِـدِ
وأَسْمَعَـتْ أَلْسِنَـةُ القَصَـائِـد وجدانُها المَنشودُ حَسبَ الناشِـدِ
وَزَنْدُها المَقدُوحُ غَيـرُ صالِـد قد حَصْحَصَ الحَق فَما مِنْ جاحِدِ
وألْقَـت الأمْــلاك بِالْمَقـالِـد فانْظُرْ إلى الجامِحِ طَوْع القائِـدِ
كُلُّ عَميـدٍ مَـدّ يُمنَـى عامِـد يَبْأى بوَسمـي حامـد وحافِـدِ
إنَّ المَسـودَ تَـبَـعٌ للسـائِـد هِـدايــةٌ لِـصــادِرٍ وَوارِدِ
ونَجْـعَـةٌ لِـفَـارِط ورائِــد وعِصْـمَـةٌ لِقَـائِـمٍ وقـاعـد
وافَـتْ بِهـا وافِيـة المَواعِـد كالغَمْضِ في عَينِ المُعنّى الساهِد
كالأمنِ في قلبِ المروع الشارِد للّـهِ عَهـدٌ مُحْكَـمُ المَعَـاقِـد
قُلـد مِنـه أعْـظَـمَ القَـلائِـد مُبـارَكُ المَبـادي والمَقـاصِـد
يَحوي لرحْبِ الباعِ طُولَ الساعِد لَيـس يَـؤُودُهُ احتِمـالُ الآيـد
إنّ العُلى مَجموعَةٌ فـي واحِـد مِنْ زَكرِيـاءَ الأميـرِ الماجِـد
مَلْكٌ يجلِّي عَـن ثَنـاء الحامِـد وأينَ وَصْفُ شاكِرٍ مِـن شاكِـد
وَهّـابُ كُـلّ طـارِفٍ وَتالِـد لِلْوافِديـنَ مِنـه حَـظُّ الرافِـد
كَـم مُقتِـرٍ ألحـقَـه بِـواجِـدِ وكَـم أصـابَ مُلْحِـداً بِلاحِـد
في كَفِّه مِثْلُ الشُعـاعِ الحـارِد أسرَعُ في النّسِّ مِـن الأسـاوِد
مَكرَعُهُ بحيـثُ حقـد الحاقِـد مُسْتَأسِـدٌ للبَطَـلِ المُستَـأسِـد
سِنانُـه الوقّـادُ رَجْـمُ المَـارِد لَـهُ تثنـي القُضُـبُ المـوائِـد
ولِبْسـهُ الكواعِـب النـواهِـد به نفـاقُ كـل حَتـف كاسِـد
وَمُنتَضىً نـازَعَ كـفَّ الغامِـد كالـرُّؤْدِ لا تُذْعِـنُ لِلـمُـراوِد
أُنجِـبَ فـي معـادِن الجرَائِـد لشَوكَة الأعداءِ أمضَى خاضِـد
يَتـركُ بالخُـدودِ كـالأخَـادِد لَهُ بنَقْـرِ الهـامِ خـرْقُ الناقِـد
نِجـادُهُ مِنـه عَلـى مُنَـاجِـد أرْصَــدَه لخـاتِـرٍ وعـاقِـد
حَيثُ الحُتـوفُ مُـرّةُ المَـوارِد بِمَعْـزلٍ مـن الـزُّلالِ البـارِد
والهامُ زَرْعٌ يُجْتَنـى بحاصِـد هُنـاكَ تَلْقـاهُ أعـزّ عـاضِـد
يَنْهَـدُ فَـرداً للخَميـسِ الناهِـد في بـادِئ مِـنْ بأسِـه وعائِـد
وَجـوده كالمُستَهـلّ الجـائِـد يُحيـطُ بالأدْنَيْـنِ والأبـاعِـد
وَرِفْــدُه لِقَـاطِـنٍ ووَافِــد شِنْشِنَةٌ فـي وَلَـدٍ مِـن والِـد
تأثرُها البحـارُ فـي المَشاهِـد تَحَـدُّثَ الــرُّواةِ بِالمَسـانِـد
أسعد به من باهـر المَصاعِـد سُلالـة الخَضـارِم الأجــاوِد
وعتـرة الأعاظِـم الأمـاجِـد يَنْميـهِ فـي أُرومَـةِ الْمَحَامِـد
للمرْتَضى يَحيَى بن عبدِ الواحِد ابن أبي حَفص وَهَل مِن زائِـد
بيْتٌ علا بَيتـاً عَلـى الفَراقِـد له من الإنجابِ أزْكـى شاهِـد
مُجاهِـدٌ يُنمَـى إلـى مجاهِـد كُـلٌّ يُشيـدُ كأبيـهِ الشـائِـد
عِصابَـةٌ قُدْسِـيـةُ المَـوالِـد يُولَـد كُـلٌّ مِنْـهُـم بحـاسِـد
قد أُيِّدوا فَمـا لَهـم مـن كائِـد وأُوجِـدوا لِـعَـدمِ الشّـدائِـد
كَـم راكِـعٍ لِسُمرِهِـمْ وساجِـد ليْسَ لـهُ فيهـا ثـوابُ العابِـد
هَذي العِدى من طائِحٍ وصائِـد أصولُهُـم تُحْـدَف كالـزّوائِـد
بكُـلِّ عامِـلٍ لَهُـم مُـطـارِد في صادمٍ مِن الوَغـى وصامِـد
يَرْفُـل للدّمـاء فـي مَجاسِـد من ذائِبٍ صَـاكَ بـهِ وجامِـد
لَوْلاهُمُ أعيـا صَـلاحُ الفاسِـد ولَـحِـقَ العـامِـر بِالفَـدافِـد
هُمُ مَصابيـحُ الظـلامِ الراكِـد وهُـم حيـاةُ الأنْفـسِ الهَوامِـد
مِن كلِّ شَهْم مِثل سَهـمٍ صـارِد لأصيدِ الكُمـاةِ سـابٍ صائِـد
مُجـادِلٍ عَـن الهُـدى مُجالِـد سُـؤْدَدُه العـادِيّ غَيْـر نَافِـد
مَوْلايَ صَفْحاً فَهوَ جُهدُ الجاهِـد أمْتحُه مِن حُسنِ حـسٍّ خامِـد
يَأبى الهبوبَ من سِناتِ الراقِـد قلـتُ لـكَ الأمـداحُ كالفَرائِـد
والرّوض في أزهارِهِ النّضائِـد قَد صُغتُ مَعناها بِلَفـظٍ خالِـد