سل البانة الغيناء عن ملعـب الجـردِ وروضتها الغناء عـن رشـإ الأسـدِ
وسجسج ذاك الظل عن ملهب الحشـا وسل ذاك الماء عن مضـرم الوجـدِ
فَعَهْدي به في ذلـك الـدَّوْحِ كانِسـاً وَمَنْ لي بالرُّجْعَى إلى ذلـك العَهْـدِ؟
وفي الجَنّة ِ الأَلْفَـافِ أَحْـوَرُ أَزْهَـرٌ تلاعب قضب الرند فيـه قنـا الهنـدٍِ
فـأي جنـان لـم نـهـب لـوعـة ٍ وقد لاحَ من تلك الماحسنِ في جُنْـدِ؟
وفي صُدْغِهِ اللَّيْلِـيِّ نـارُ حُبَاحِـبٍ من القرط يصلاها حباب مـن العقـدِ
وفي زنـده الريـان سـور تعضـه فَيَدْمَى كما ثَارَ الشَّـرارُ مـن الزَّنْـدِ
أحـازر أن ينقـد ليـنـا فأنثـنـي بِقَلْـبٍ شَفِيـقٍ مـن تَثَنِّيـهِ مُنْـقَـدِّ
وقد جرحت عينـاي صفحـة خـده على خطإٍ فأختار قتلي علـى عمـدِ
وآمُـلُ مـن دَمْعـي إلاَنَـة َ قَلْـبِـهِ ولا أَثَرٌ لِلْغَيْثِ فـي الحَجَـرِ الصَّلْـدِ
وإنِّـي بـذاتِ الأَيْـكِ أُسْعِـدُ وُرْقَـهُ فهل عند ذاتِ الطَّوْقِ ما لِلْهَوَى عِنْدِي؟
ويا لك من نهـر صـؤول مجلجـلٍ كأنَّ الثَّرَى مُـزْنٌ بـه دائِـمُ الرَّعْـدِ
إذا صَافَحَتْـهُ الرِّيـحُ تَصْقُـلُ مَتْنَـهُ وتصنع فيه صنـع داود فـي السـردِ
كأنَّ يَدَ المَلْـك کبـنِ مَعْـنٍ مُحَمَّـدٍ تفجـر مـن منبـع الجـود والرفـدِ
وَيَرْفُلُ فـي أزهـارِهِ وکخْضِـرَارِهِ كما رَفَلَتْ نُعْمَاهُ فـي حُلَـلِ الحَمْـدِ
وقد وَرَدَتْ في غَمْـرِهِ نُهَّـلُ القَطـا كما کزدَحَمَتْ في كَفِّـهِ قُبَـلُ الوَفْـدِ
مفيض الأيادي فـوق أدنـى وأرفـعٍ وصوب الغوادي شامل الغور والنجـدِ
فمن جوده ما في الغمامة مـن حيـاً ومن نوره ما في الغزالة مـن وقـدِ
تَلأْلأَ كالإفْرِنْـدِ فـي صـارِمِ النُّهَـى وكرر كالإبريز فـي جاحـم الوقـدِ
وإن ولهـت فيـخ أذيهـان معشـرٍ فلا فَضْلَ للأنوار فـي مُقْلَـة ِ الخُلْـدِ
ومنـك أخذنـا القـول فيـك جلالـة ً وما طاب ماء الـورد مـن الـوردِ