مَن حاكـمٌ بَينـي وَبيـنَ عَذولـي الشَّجوُ شَجوي وَالعَويـلُ عَويلـي
أَقصِر فَما ديـنُ الهَـوى كُفـرٌ وَلا أَعتَـدُّ لَومَـك لـي مِـن التَّنزيـلِ
عَجبـاً لِقَـومٍ لَـم تَكُـن أَذهانهـم لِهَـوىً وَلا أَجسادهـم لِنـحـولِ
دَقَّت مَعاني الحُـبِّ عَـن أَفهامِهـم فَتـأولُـوهُ أَقـبَــح الـتَـأويـلِ
فَي أَيِّ جارِحَـةٍ أَصُـونُ مُعذبـي سَلِمَـت مِـن التَّعذيـبِ وَالتَّنكيـلِ
إِن قُلتُ في عَينـي فَثَـمَّ مَدامِعـي أَو قُلتُ فـي قَلبـي فَثَـمَّ غَليلـي
لَكن جَعلت لَـهُ المَسامِـعَ مَسكنـاً وَحَجَبتُهُ عَن عَـذلِ كُـلِّ عَـذولِ
وَثَـلاثِ شَيبـاتٍ نَزَلـن بِمَفرقـي فَعَلِمـتُ أَنَّ نَزولـهـن رَحيـلـي
طلعت ثَلاثـاً فـي نـزولِ ثَلاثـةٍ واشٍ وَوَجـهِ مـراقـبٍ وَثقـيـلِ
فَعَزَلنني عَن صَبوَتي فَلَئِـن ذلـل تُ فَقَـد سَمعـتُ بذلـة المَعـذولِ
إِن كُنتُ وَدَّعتُ التَّصابي عن قلـىً وَبَـدَت بِرَأسـي حجـة لـعـذولِ
قَد أغتَدي وَالصُّبحُ فـي تَوريسـه تَقضي العُيونُ لَـهُ بِوَجـهِ عَليـلِ
بِأَقـبَّ لَـونِ الآبنـوس مفضـضٍ فـي غُـرَّةٍ مِنـهُ وَفـي تَحجيـلِ
مُستَغرق لصفاتِ زَيدِ الخَيـل وال غَنَـويِّ وَالمُـزنِـيِّ وَالضلـيـلِ
يُزهى بِتحليةِ اللِّجـامِ كمـا زَهـا مَلِـكٌ مُحَلَّـى الـرَّأسِ بِالأكـيـلِ
مُتَقَلِّبٌ مرحُ القَضيـبِ اللـدنِ قَـد مالَـت بِـهِ الأَرواحُ كُـلَّ مميـلِ
يَعلو وَيخفضُ في الصَّهيـل كَأَنَّمـا هُـوَ مُفـرِدٌ لَحنـاً لِكُـلِّ صَهيـلِ
فَكَأَنَّ في فيـه المَلاهـي حُرِّكَـت لَـكَ فـي خَفيـفٍ تـارَةً وَثَقيـلِ
قيدت لَنا بيضٌ بَعُـدنَ فَلـم تُنَـل إِلا بِعَـيـنِ الـوَهـمِ وَالتَّخيـيـلِ
ريـحٌ وَلَكـن مـا تُغِـبُّ بإِثرهـا بَرقـاً فلـم تَمطُلـهُ بِالتَّطـويـلِ
فَلَهُ الملاحظُ مِـن حَبيـبٍ هاجـرٍ للـصـبِّ أَو مُتَكـبـرٍ لِـذَلـيـلِ
وَكَأَنَّمـا فـلَّ الخطـوبَ لِحـازمٍ قَبـل الجِيـاد بِـجـدّه المَغـلـولِ
حَتّى إِذا صِدنا الوُحوشَ فَلـم نَـدَع مِنهُـنَّ غَيـرَ مَعـالـمٍ وَطُـلـولِ
قامَـت قَوائِمُـهُ لَـنـا بِطعامـنـا غَضّـاً وَقـامَ العُـرفُ بِالمنديـلِ
وَمُكَبَّـلٍ لَـم يَجتـرم جُرمـاً وَلا دانَـت سَحائِبُـهُ بِغَيـر كـبـول
مُتـدرعٌ بِالـوشـي إِلا أَن مِــد رَعَهُ يحاكُ عَلَيـهِ غَيـرَ طَويـلِ
فَكَـأنَّ بَلقيسـاً عَلَيـهِ إِذ دَنَــت في الصَّرحِ رافعةً لِفَضـلِ ذُيـولِ
مُتلفـتٌ كَتلفّـتِ المرتـاعِ يَــق سِمُ لَحظه في الجُولِ بَعـدَ الجُـولِ
حَتَّى إِذا ما السّربُ عَـنَّ للحظـه أَومـى بِقادمتيـه خـلِّ سَبيـلـي
وَنَهَت مُحافظة اللِّسان فَلـم تَصـل كَفِّـي إِلـى ظَبـي أَغـنَّ كحيـلِ
أَرسلتـه فـي إِثرِهـنَّ كَأَنَّـهـن نَ عَصين لي أَمراً وَكانَ رَسولـي
وَلَّـت جَماعتُهـا فَشـدَّ وَراءَهـا وَكَـأَنَّـهُ بـطـلٌ وَراءَ رَعـيـلِ
عَجِلَت وَأَدرَكها ردىً فـي إِثرهـا إِنَّ الـرَّدى قَيـدٌ لِكـلِّ عـجـولِ
فَقَضى عَلى سَبعين ضـارٍ خَطمُـهُ هو عُقـدةُ التَّعبيـر فـي التَّمثيـلِ
حَتَّى إِذا حمـل السّحـابَ بِجيـدِهِ لَـم تَحتَملـهُ فَرائـصُ المَحمـولِ
وَلَقَد غَـدَوتُ بِأَهـرتٍ مُتضائـلٍ سرُّ النُّفـوسِ إِلَيـهِ غَيـر ضَئيـلِ
وَلربَّمـا اشتـمَّ الصّعيـدَ بِأَنـفِـهِ حينـاً فَقـامَ لَـهُ مَـقـام دَلـيـلِ
مُتَتَـبِّـعٌ لِـطـلابـه فَـكَـأنـهُ في القيـظ يَطلـبُ ظلَّـهُ لمقيـلِ
في إِثرها وَقعـت مَلاحـم تَجتَلـي التاريخ بَيـنَ سَحائـب وَمحـولِ
فَكأنَّهـا جَيـشٌ بـدهـم خـيـول غاز إِلى جَيـش بِشُهـبِ خيـولِ
قامَـت رَواعدهـا لَـهُ بطـبـول فـي حَربِهـا وَبروقهـا بنصـولِ
وَلَّت جُنودُ المحـلِ ثـم تَحصنـت فـي قَلـبِ كُـلِّ متيـمٍ مَـعـذولِ
بَكَتِ السّحابُ عَلى الرِّياض فَحسنت مِنها غُروساً مِـن دُمـوع ثكـولِ
فَكأنَّهـا وَالطـلُّ يُشـرِقُ فَوقَـهـا وَشـيٌ يحـاك بلؤلـؤ مَفـصـولِ
غَلَبَت عَلى شَمس النَّهار فَأَلبَسَـت مِنهـا ظَهيرتهـا ثيـابَ أَصِـيـلِ
فَنَزَلتُ في فرش الرِّياض وَلَم يَكُـن ليَحوزهـا مثلـي بِغَيـرِ نــزولِ
سَلـب العمامـةَ بَيننـا مُتَعَـمِّـمٌ لَطَمَـت سَوالفَـه يَـدا مَغـلـولِ
فَوضعتُ في فَمه فمي فعـل الَّـذي يَهـوى بريـق حَبيبـه المَعسـولِ
غنيَّ الطُّراةُ مِن الذباب لَنـا بِهـا طربـاً فَهجـنَ شَمائِـلاً بِشمـولِ
رَوضٌ تعاهـده السّحـابُ كَـأَنَّـه مُتعاهـدٌ مِـن عَهـدِ إِسماعـيـلِ
قِسهُ إِلـى الأَعـرابِ تعلـم أَنَّـهُ أَولى مِـن الأَعـرابِ بِالتَّفضيـلِ
حـازَت قَبائلهـم لغـاتٍ جمعـت فيهـم وَحـازَ لغـاتِ كُـلِّ قَبيـلِ
فَالشَّـرقُ خـالٍ بَعـده فَكأَنَّـمـا نَزل الخَـرابُ بربعـه المَأهـولِ
جَمَعـوا بغيبتـه وَمَـوتِ شُيوخـه عَنهُـم وَلمـا يَظفـروا بِبَـديـلِ
مُذ جاءَهُم وَهُـمُ بِلَيـلِ هُمومِهـم مِنهُ فَصاروا في دُجـى مَوصـولِ
فَكَأنَّهُ شَمـسٌ بَـدَت فـي غَربنـا وَتَغرَّبَـت فـي شَرقِهـم بـأفـولِ
يا سَيـدي هَـذا ثنائـي لَـم أَقُـل زوراً وَلا عَـرَّضـتُ بِالتَّنـويـلِ
مَن كانَ يَأملُ نائِـلاً فَأَنـا اِمـرؤٌ لَم أَرجُ غَيرَ القُربِ فـي تَأميلـي