فَوافوا بِنا الزهراءِ في حالِ خَلَّـةٍ تلائمُ لاستيفائهـم فـي التوثّـقِ
وَحوليَ مِن أَهـلِ التَـأدُّبِ مَأتـمٌ وَلا جُـؤذرٌ إِلا بِثَـوبٍ مُشَقَّـقِ
فَلو أَنَّ في عَيني الحِمامَ كَروضِها وَإِن كانَ في أَلوانِهِ غَير مُشفِـقِ
وَنادى حِمامي مُهجَتـي لَتغافَلَـت فَهلا أَجابَت وَهوَ عِندي كَبخنقـي
أَعينيَ إِن كانَت لِدَمعـكِ فَضلـةٌ تُثَبِّتُ صَبـري ساعَـةً فَتدفَّقـي
فَلو ساعَدت قالَت أَمِن قلّةِ الأَسى تَبَقَّت دُموعي أَم مِن البَحر تَستَقي
تكلفني أَن أُعتـب الدَّهـر إِنَّهـا لجاهلةٌ مَن لي بإِعتـابِ مُحنَـقِ
وَقالَت تظنُّ الدَّهر يَجمَـعُ بَيننـا فَقُلتُ لَها مَن لـي بِظـنٍّ محقـقِ
وَلَكنني فيمـا زجـرت بِمُقلَتـي زَجرتُ اجتماعَ الشملِ بَعد التَّفرُّقِ
فَقَد كانَت الأَشفار في مثل بُعدِنـا فَلَما التقت بالطَّيفِ قالَت سَنَلتَقـي
أَباكية يَومـاً وَلـم يَـأن وَقتُـهُ سينفد قَبلَ اليَومِ دَمعـك فارفقـي
وَمُذ لَم تريني أَنت في ثَوبِ ضائع لعمري لَقَد جَفَّـت بِعـيِّ مُمَـزَّقِ