كَمُلَتْ ليَ الخمسونَ والخمـسُ ووقعتُ في مرضٍ لـه نكـسُ
وَوُجِدْتُ بالأضدادِ في جَسَدِي غُصْنٌ يليـنُ وقامـة ٌ تَقْسُـو
وتموتُ فيها الجـنّ والإنْـس لحظَ الهصورَ جـآذَرٌ خُنْـسُ
وابيضّ من فوديّ من شَعَري وَحْفٌ كـأنَّ سـوادَهُ النِّقْـس
والعمـر يذبـل فـي منابتـه غَرْسٌ، ويلبسُ نضرة ً غرس
أصغيـتُ للأيـام إذ نَطَقَـتْ بالوعظ فهي نواطقٌ خـرسُ
وفهمتُ بعد اللبس ما شرحتْ والشرحُ يذهبُ عنـده اللبـس
أضحى بوحشتي المشيب، ولي بعد الشبـاب بذكـرهِ أنـسِ
ومُسايرا زمنين فـي عمـري مصباحُ ذا قمـرٌ، وذا شمـسُ
دُنْيا الفتَى تفْنَـى لـذا خُلِقَـتْ وتموتُ فيهتا الجـنّ والإنـسُ
إنَّــا لأدمَ كلّـنـا ولـــدٌ وَحِمامُنَـا بحمامـه جِـنْـس
وأقلّ مـا يبقـى الجـدار إذا ما انهـدّ تحـت بنائـه الأسُ
يـا ربّ إنّ النـار عاتـيـة ٌ وبكلّ سامعـة ٍ لهـا حَـسّ
لا تجعلنْ جسدي لهـا حطبـاً فيـه تُحَـرَّقُ منّـيَ النفـس
وارْفقْ بعيدٍ، لحظُـهُ جَـزِعٌ يَوْمَ الحساب، ونُطْقُـهُ همـس