قبسٌ بكـفّ مديرهـا أم كوكـبُ ينشقّ منه عن الصباح الغيهـبُ
وأريجُ مسكٍ فاحَ عـن نفَحاتهـا فذوائبُ الظلمـاءِ منـه تطيّـبُ
قالوا: الصبوحُ، فقلتُ: قَرِّبْ كأسَهُ إنّـي لِمُهديهـا بهـا أتَـقَـرّبُ
لا تسقني اللبنَ الحليبَ فإنّ لـي في كلّ داليَة ٍ ضروعـاً تحلـب
وذَخيرة ٍ للعيـشِ مَـرّ لعمرهـا عَدَدٌ يشقّ على يَدَيْ من يحسـب
دبّابة ٌ في الرأسِ يصعدُ سُكرهـا فتجـدّ منـا بالعقـولِ وتلـعـب
دارَتْ بعقلي سَورة ٌ من كأسهـا حتى كأنَّ الأرضَ تحتـي لولـب
باكرتهـا والليـل فيـه حُشاشـة ٌ يستلّها بالرفـقِ منـه المغـرب
والجوّ أقبلَ فـي تراكـبِ مُزنـهِ قُـزحٌ بعطفـهِ قوسـهِ يتنكّـبُ
صابتْ فأضْحَكَتِ النديمِ بأكّـؤسٍ عَهدي به مـن نقطهـنّ يُقَطـب
والبشرُ في شربِ المدامة ِ فارتقبْ منها سرورَ النفسِ ساعة َ تَعْـذُب