تَنَهّـدَ لمـا عـن سِـرْبُ النواهـدِ على بعدِ عهـدٍ بالصبـا والمعاهـد
وعطفُ قلوبٍ من دُماهـا بمنطـقٍ كفيـلٌ بتأنيـسِ الظبـاءِ الشـوارد
ذكرتُ الصبا والحانيات على الصبا وهنّ لأجسـاد الصبـا كالمجاسـد
فبـرّح بـي شـوقٌ إليهـا معـاوِدٌ وناهيك من تبريـحِ شـوقٍ معـاود
على حينِ لم أركبْ عتاقَ صبابتِـي ولا ذُعِرْتُ في سِربْهـنّ طرائـدي
متى تصدرُ الأحلامُ من غير فتنـة ومن غرضِ الأحداق بيض الخرائد
لقد رادني روضاً من الحسن ناظري فلي محلُ جسمٍ جرهُ خِصبُ رائـدي
وأصبحتُ من مسك الذوائب ذائبـاً أما يقتـلُ الآسـاد سـمُّ الأسـاود
وإنـي لـذو قلـب أبـيٍّ حملـتـه ليحمـل عنـي مثقـلات الشدائـد
فلا غرو إن لانت لظبيٍ عريكتـي أنا صائدُ الضرغام والظبي صائدي
أيا هذه استبقي على الجسم، إنَّنـي كثيرٌ سقامي حيث قلَّـت عوائـدي
مُسَـاءٌ ببيـنٍ فرَّقتنـا صـروفـه عباديـد إلاَّ فـي علـوَّ المقاصـد
ظلمنا المطايـا ظلـم أيامنـا لنـا لكلّ على الساري به صـدر حاقـد
تكلفنـا الهمَّـات نيـل مـرادهـا ومـن للمطايـا باتصـال الفراقـد
مقاودهـا تفنـي قـواهـا كأنـهـا مكاحـل يفنـى كحلهـا بالمـراود
وليلة أعطينـا الحشاشـات فضلـة من النوم صرعى بين غُبر الفدافـد
وقد وردت مـاءَ الصبـاح بأعيـنٍ نوائم فـي رأي العيـون، سواهـد
فقلت لأصحابي ارفعوا من صدورها فقد رفع الإصبـاح رايـة َ عاقـد
إذا نظمـت شمـل المنـى بمحمـدٍ نثرنـا علـى عليـاه درّ المحامـد
وأضحت لديـه معتقـاتٍ ومتعـت بخضر المراعي بين زرق الموارد
همامٌ يهـز الملـكُ عطفيـه كلمـا علا الناس منه كعـبُ أروعَ ماجـد
وأكبرُ يأوي مـن ذؤابـة ِ يعـربٍ إلى ذروة البيـت الرّفيـع القواعـد
تلاقى الملوك الغرّ حـول سريـره فمن راكع مضغيْ الجفون وساجـدِ
يكفُّـون أبصـاراً عـن سمـيـدع تديمُ إليـه الشمـس نظـرة حاسـد
إذا اقتادَ جيشاً ساطعَ النقع أنـذرتْ طلائعُـهُ جيـشَ العـدو المكـابـد
ومن يكُ بالنصـرِ العزيـزِ مؤيَّـدا مِنَ الله لا ينصـبْ حبـالَ المكايـد