فـؤادِي نجيـبٌ والجـلالُ نجيـبُ فأبْعَـدُ مطْلـوبٍ علـيّ قـريـبُ
وإنْ أجدَبَتْ عنـد الفتـاة ِ إقامتِـي فمُرْتَحَلِـي عنـد الفـلاة خصيـب
إذا كان عزمي مثل ما في حمائلـي فإني امرؤٌ بالصارميـن ضـروب
خذ العزم من بـرد السلـو فإنمـا هوى الغيد عنـدي للهـوان نسيـب
وبادر ولا تمهل سُرى العيس إنهـا لنا خيبٌ في النجـح ليـس يخيـب
فشهبُ الدَّراري وهي علوية ٌ لهـا طلـوعٌ علـى آفاتهـا وغــروب
ولو لم يكن فـي العـزم إلاّ تقلـبٌ ترى النفس فيـه سعيهـا فتطيـب
وإن ضاقَ بالحـرِّ المجـالُ ببلـدة ٍ فكمْ بلدة ٍ فيهـا المجـالُ رحيـب
إذا أنْتَ لبّبـتَ العزيمـة واضعـاً لها الرجلَ في غرزٍ فأنْـتَ لبيـبُ
ومنكـرة ٍ منـي زماعـاً عرفتـه عـدوك يـا هـذي إلـيّ حبيـب
جَرَى دمْعُها والكحـلُ فيـه كأنَّـهُ جمـانٌ بمـاءِ الـلاّزورد مشـوبُ
وقالـت غرابيـب درجـنَ ببينـه سيستدرج الأعـوام وهـو غريـب
فما كان إلا مـا قضـى بالُهـا بـه فهل كان عنها الغيب ليـس يغيـب
لقد خمَّسَ التأويبَ والعزمَ والسرى وعَودَ الفـلا عُـودٌ عليـه صليـبُ
رمى فأصاب الهمَّ بالهـمِّ إذ رمـى هي الكفّ ترمـي أختهـا فتصيـب
وأجرى سفينَ البرّ في لُـجّ زئبـقٍ مـن الآل هـزت جانبيـه جنـوب
ومستعطفات بالحداء على السـرى إذا رجّـعَ الألحـانَ فيـه طـروبُ
إذا جُلِدَاتْ ظلماً ببعـض جلُودهـا تبوّع منها فـي النجّـاء ضـروب
فَللهِ أشْطانُ الغروبِ التـي حَكَـتْ مقـاود عيسـى ملؤهـنّ لـغـوب
ومشحونة ٍ بالخوف لا أمنَ عندهـا كأنك فيهـا حيـثُ سـرتَ مريـب
كأنك فـي ذنـبٍ عظيـم بقطعهـا فأنت إلـى الرحمـن منـه تتـوب
إذا الشمس أحمت فيحها خلت رملها رمادا، وقـودُ النَّـارِ فيـه قريـبُ
ترى رامحَ الرّمضـاءِ فيـه كأنَّـه مُواقِـعُ نـارٍ واقعـتـه ذنــوبُ
كأن ارتفاع الصوت منـه تضـرعٌ إذا لـذع الأحشـاء منـه لهـيـب
وتحسـب أنّ القفـر حـمّ فمـاؤه من العرق الجاري عليـه صبيـبُ
وما كـان إلاَّ خيـرا ذخـر تعـدّه قطاة ٌ، لأرمـاقِ النفـوس، وذيـب
وراعٍ سوامُ الشمسِ لم يَشْوِ وجهـه ولا لاح للتلويـح منـه شـحـوبُ
له لولبٌ في العيـن ليـس يديـره لـذي ظمـأٍ حيـث الميـاه تلـوب
رقيبٌ على شمـس النهـار بفعلـه ، أحَيٌّ على شَمْسِ النَّهـارِ رقيـبُ
إذا نـزل الركبـان طـابَ لنفسـه على الجمرِ من حرِّ الهجيرِ ركوبُ
تَكوَّنُ وسـط النَّـارِ منـه سبيكـة ٌ من التبر ليسـت بالوقـاد تـذوب
خَرُوجٌ من الأديـان تحسـبُ أنَّـه على كـلّ عُـودٍ بالفـلاة ِ صليـبُ