عجبي مـن سكينتـي وَوَقَـاري بعد صَيْدِ المهـا وَخَلْـعِ العِـذار
واجتلائي من الشموس عروسـاً نَقّطَتْ خَدّها بزُهْـرِ الـدراري
بنتُ ما شئتُ من زمـانٍ قديـمٍ يَنْطوِي عُمْرُها على الأعصـار
في صَمُوتٍ أقرّ بالنشـر منهـا وهو تحت الصعيد نائي القـرار
فإذا فـضّ خاتـمٌ عنـه أهـدت أرَجَ المسك وهي في ثوب نـار
قهـوة ٌ مَزّقَـتْ بكـفِّ سناهـا بُرْقُعَ الليل عـن مُحَيّـا النهـار
عدلتْ بعد سيـرة الجـور لمّـا نَرْجَسَ المزجُ لونَها الجُلّنـاري
وحلى نشرهـا النسيـم ولكـن بعدما نامَ فـي حجـور البهـار
وهـي ياقوتـة ٌ تُبرقـعُ خــدّاً مـن جُمـانٍ منظَّـمٍ بعـجـار
كلّما صافحتْ يـداً مـن لجيـنٍ منحتهـا أنامـلاً مـن نضـار
جوهـرٌ يَبْعَـثُ المسَـرّة َ منـه عرضٌ في لطائف الجسم سـار
وكـأنّ العيـونَ تلحـظُ مـنـه صورة ً روحها من الجسم عـار
أنكحوا عند مزجها المـاءَ نـارا فارتمت عنـد لمسـه بالشـرار
وانبـزتْ منهـمـا ولائــدُ دُرٍّ طائـرِ الوثـب عهمـا بالنفّـار
في قميص الشراب منها شعـاعٌ يُبْرِدُ الهـمَّ وهـو عَيْـنُ الأوار
في رياضٍ تَنَـوَّعَ النَّـوْرُ فيهـا كاليواقيت فـي حِقـاقِ التِّجـار
فكـأن البنفسـج الغـضّ منـه زرقة ُ العَضّ في نهود الجواري
وكـأنّ الشقيـقَ حُمْـرُ خـدودٍ نقّـطَ المسـكُ فوقهـا بانتثـار
مُطْرِبٌ عندها غنـاءُ الغوانـي في سنا الصبح أو غناءُ القماري
كـانَ ذا كلّـه زمـانَ شبـابٍ كنتُ فيه على الدُّمَـى بالخيـار
هل تردُّ الأيام حسني ومَنْ لـي بكمـالِ الهـلال بعـد السـرار
نحن قـومٌ مـا بيننـا نتناجـى بالأحاديث في الملـوك الكبـار
ملكٌ فـي حمايـة المُلـكِ منـه دَخَلَ الناس في حديـث البحـار
ووجدنا فخر ابن يحيى عريضـاً ظُنّ ما شئت غيرَ ضيق الفخـار
ملك فـي حمايـة الملـك منـه قَسْوَرٌ شائـكُ البراثـن ضـار
عـادلٌ يتقـي الإلـه ويعـفـو عن ذوي السيئات عَفْـوَ اقتـدار
أسكـنَ الله رأفـة ً منـه قلبـاً وَرَسَا طودُ حلمـه فـى الوقـار
لا تـزالُ الأبـرارُ تأمـنُ منـه سطـوة ً تُتقـى علـى الفجّـار
أريحيّ حُلْـوُ الشمائـل تجـري بيـن أخلاقِـهِ شَمُـول العقـار
لا يُجَـارَي لسبـقـه، فلـهـذا لم يَجِدْ فى مَدَى العُلى من يجاري
كلّ فضـلٍ مقسّـمٍ فـي البرايـا منه، والشمس عنصـرُ الأنـوار
فالقٌ هامـة َ الشجـاع بعضـبٍ مطفـىء ٌ روحـهُ بإيقـاد نـار
وإذا الحـرب أقبلـت بالمنايـا كـرّ، والذمـرُ لائـذٌ بالفـرار
لم تنمْ عنده الظبـا فـي جفـونٍ فالهدى بانتباههـا ذو انتصـار
وهو في حميرَ الملـوكِ عريـقٌ في صميم العلى وَمَحْضِ النّجار
سادة ٌ يُطْلِـعُ الـدراريِّ منهـم فَلَكٌ فـي العلـى قديـم المـدار
همْ أقاموا زَيْغَ العـدى بذكـورٍ تكتسي بالدمـاء وهـيَ عَـوَار
حيث يلقونهـم بوضـع خـدود لهمُ في الثـرى ورفـع عَمَـار
عدَّ عن غيرهم وعـوّلْ عليهـم فهمُ في الوَغى حُمَـاة ُ الذمـار
وإذا ما قدحـتَ نـارك فاختـر زنـدَ مـزحٍ لقَدْحهـا أو عفـار
معلَّمٌ في الوغى إذا خاف غفـلٌ شهرة ً منـه لـلإلالِ الحـرار
واليعابيـبُ حـولـه تتـعـادى كالسراجين بالأسود الضـواري
كل بحرٍ يسطو بجـدول غمـرٍ جامد فيه وهو بالسيـل جـاري
والأساطيلُ في الزواخر يرمـي بلـدَ الـروم غَزْوُهَـا بالدمـار
يابساتُ العيـدان تُثمـرُ بالغـي دِ إذا أورقـتْ ببيـض الشفـار
راعفـاتُ القنـا تَلَـوّنُ فيـهـا عذباتٌ كمثل مُصحـفِ قـاري
محـربٌ يقهـر العـداة ويُلقـي كلكلَ الحربِ منهمُ فـي الديـار
والمنايـا كالمُشْفِقَـاتِ تُـنَـادِي ببنيهـا حـذارِ منـه حــذارِ
في خميس تُغمضُ الشمسُ عينـاً فوقـه مـن مهيـلِ نقـعٍ مُثـار
تحسب الطيرَ وهيَ وقفٌ عليـه رُقمتْ منه فـي مُـلاء الغبـار
عمَّنا في جواره خفـض عيـشٍ فذكرنا بـذاك حسـن الجـوار
ننتقـي لفـظَ وصفـه ونـروّي مُـدداً فـي خواطـر الأفكـار
ونـداهُ كمـا تـراه ارتـجـالٌ جابرٌ في الفقيـرٌ كَسْـرَ الفقـار
يا ابن يحيى الذي ينيل الغنى بي نَ حياءٍ مـن رِفْـده واعتـذار
لـكَ يدعـو بمكـة ٍ كـلّ بـرٍّ حول بيـت الإلـه ذي الأستـار
ومطلٌ علـى مِنـي بعـد حـجّ لِبلوغ المُنـى ورمـي الجمـار
والذي زارَ أرضَ طيبة يَغْشَـى خَـدُّهُ قَبْـرَ أحمـدَ المخـتـار
فهنيئـاً للعيـد عـزَّة ُ مـلـكٍ باتَ يرمي العدى بذلّ الصَّغـار
وابقَ في المُلكِ لابتناء المعالـي وَلِصَوْنِ الهدى وَبَـذْلِ النَّضَـارِ