الدمع ينطق واللسان صمـوت فَانظرْ إلى الحركاتِ كيف تموتُ
ما زالَ يَظْهَرُ كلّ يومٍ بي ضَنى ً فلذاك عن عين الحمام خفيـت
صبٌّ يطالِبُ في صبابَة ِ نَفْسِـهِ جسداً بمدية ٍ سقمـه منحـوت
وأنا نذيرك إنْ تُلاحـظ صبـوة ً فاللّحظ منكَ لنارهـا كبريـت
قد كنتُ في عهدِ النصيح كـآدمٍ لكنْ ذكرتُ هوى الدمى فنسيت
كيف التخلُّصُ من فواترِ أعيـنٍ يُلْقِي حبائلَ سحرهـا هـاروت
ومعذبـي مَـنْ يَسْتَلـذّ تعذبّـي لا بات من بلواي كيـف أبيـت
وشأٌ أحـن إلـى هـواه كأنـه وطنٌ، وُلدت بأرضه ونشيـت
في ليل لمته ضللت عن الهوى وبنـورِ غُرّتِـهِ إليـه هديـت
ومنعَّمٌ جـرح الشبـاب بخـدِّه لحظي فسالَ على المها الياقوت
وأنا الذي ذاقت حـلاوة حسنـه عيني فساغَ لطرفهـا وشجيـت
قال الكواعبُ؛ قد سعدتَ بوصلنا فأجبتهـا: وبهجركـنّ شقيـت
كنتُ المحب كرامـة ً لشبيبتـي حتى إذا وَخَطَ المَشِيـبُ قُلِيـت
من أستعين به على فرط الأسى فأنا الـذي بجنايتـي عوديـت
كنت أمرأً لم ألق فيـه رزيـة ً حتى سُلِبْتُ شَبيبَتِـي فَرُزِيـت
تهدي لِيَ المرآة ُ سُخْطَ جنايَتي فالله يَعلمُ كيف عنـه رضيـت
همي كسقط القبس لكن طعمـه عمـرٌ إذا أفنـاه فـيّ فنيـت
وإذا المشيب بدا بـه كافـوره كَفَرتْ بـه فكأنَّـه الطَّاغـوت
ولربّ مُنْتَهِبِ المدى يجري بـه عرقٌ عريقٌ في الجيادِ وَلِيـت
لَيْلٌ حَبَاهُ الصبحُ درهـمَ غُـرة ٍ وحجول أربعة ٍ بهـنّ القـوت
متفننٌ في الجري يتَّبـعُ اسمَـه منـه نعـوتٌ بعدهـنّ نعـوت
أطلقَتُـهُ فعقلـتُ كـلّ طريـدة تبغي بلحظِكَ صيدهـا فتفـوت
لقطتْ قوائمـه الأوابـد شُـرَّداً قد كانَ منـهُ لجمعهـا تشتيـت
فكأنما جمـدَ الصُّـوار لدوْمِـهِ تحتي فلي من صيدها ما شيـت