نَفَى همُّ شيبي سرورَ الشبـابِ لقد أظلمَ الشيـبُ لمّـا أضـاءَ
قضيتُ لظلَ الصبـا بالـزوال لمّـا تحـوّلَ عـنِّـي وفــاءَ
أتعرفُ لي عن شبابـي سُلُـوّا ومَن يجدِ الـداءِ يبـغٍ الـدواءَ
أأكسو المشيبَ سوادَ الخضـابِ فأجعـلَ للصبـح ليـلاً غطـاء
وكيفَ أُرَجِّي وفـاءَ الخضـاب إذا لـم أجِـدْ لشبابـي وفـاءَ
وريـحٍ خفيفـة ِ رَوْحِ النسيـمِ أطّـتْ بليـلاً وهبّـت رُخـاء
سرت وحياها شقيـق الحيـاة ِ على ميِّتِ الأرضِ تُبْكِي السماءَ
فمن صَوْتِ رَعْدٍ يسوق السحابَ كما يسمعُ الفحلُ شـولاً رغـاء
وتُشْعلِ فـي جانبيهـا البـروقُ بريقِ السيـوف تُهـزّ انتضـاء
فبتّ مـن الليـل فـي ظلمـة ٍ فيا غُرّة َ الصبح هاتي الضياءَ
ويا ريـحُ إمّـا مريـتِ الحيـا وروّيْتِ منه الربـوعَ الظمـاءَ
فسوقِي إلـيّ جهـامَ السحـابِ لأملاهـنّ مـن الدمـع مــاء
ويسقـي بكائـي ربـع الصبـا فما زالَ في المحل يسقى البكاء
ولا تُعطِشـي طلـلاً بالحمـى تداني على مُزْنَـة ٍ أو تنـاءى
وإن تَجْهَـلِـيـه فَعِـيـدانُـهُ لبستُ النّعِيـم بهـا لا الشقـاءَ