من كان يعـذب عندهـا تعذبنـي أنـى تـرقّ لعبرتـي ونحيـبـي
من أين يعلـم مـن ينـام مسلَّمـاً حُمـة ً تـؤرق مقلـة الملسـوب
أتدبّ في جفنيـه طائفـة الكـرى وعقـاربُ الأصـداغ ذاتُ دبيـب
وتنام فـي ورد الخـدود ولدغهـا متسـرّب مـن أعيـنٍ لقـلـوب
وكأنَّمـا سَـمٌّ مُذِيـبٌ مِسْكُـهَـا أيذيبنـي والمسـكُ غيـر مُذيـب
كيف السبيل إلـى لقـاء غريـرة تلقى ابتسـام الشيـب بالتقطيـب
من أين أرجو أن أفـوز بسلمهـا والحرب بيـن شبابهـا ومشيبـي
ما حبَّ شمس عنك تغرب في الفلا من أنجم طلعـت بغيـر غـروب
قالت لمنشدها نسيبـي: مـا لـه ليـس النسيـب لمثلـه بنسـيـب
فـإلام يُنشدنـي تغـزّلَ شاعـر مـا كـان أولاه بوعـظ خطيـب
يا هذه أصـدى دعـوت مـردداً ليجيب منك فكـان غيـر مجيـب
ليتَ التفاتي في القريـض أعرتِـهِ حُسنَ التفاتـك رحمـة ً لكئيـب
وذكرتِ من ضرب المرفل صيغة ً بمرفـل مـن ذلـك المسحـوب
وعسى وعيدُك لا يضيرُ فلم أجِـدْ في البحر ضرباً مؤلم المضـروب
إنَّ الزمـان أصابنـي بزمـانـة ٍ أبلـت بتجديـد الحيـاة قشيبـي
ففنيـت إلاّ مـا تطالـع فكرتـي بالحذق من حِكَمي ومن تجريبـي
ووجدتُ علم الشعر أخفى من هوًى لـم تفشـهِ عيـنٌ لعيـن رقيـب
ومدائحُ الحسـنِ المبخَّـرَة ُ الّتـي فغمت بطيب الفخر أنـفَ الطيـب
ذو همَّة ٍ لَذَلَ الندى وحمى الهـدى بمهنَّـدٍ ذرِبٍ بكـفِ ضــروب
حامي الحقيقـة ِ عـادلٌ لا تَتَقِـي في أرضه شـاة ٌ عـداوة َ ذيـب
ملكٌ غـدا للعيـد عيـداً مبهجـاً يرعى الفللا بفمٍ وترعى نحضـهُ
ورد المصلى فـي جـلال معظَّـمٍ ووقـارِ مخشـع وسمـت منيـب
بعرمرم ركبت لإرجـال العـدى عقبانُ جـوٍّ فيـه أُسْـدَ حـروب
عُقِدَ اللواءُ بـه علـى ذي هيبـة ٍ حالي المناسلب بالكرام حسيـب
والبُزلُ تجنـحُ بالقبـابِ تهاديـاً عومَ السفيـن بشمـألٍ وجنـوب
من كلّ رَهْوٍ فـي المقـادة مَشْيُـهُ نَقَلَ الخطى منـه علـى ترتيـب
وكأنمـا تعلـو غواربهـا ربُـى روضٍ بثجّـاج الحيـا مَهْضـوب
ونجائبٍ مثـلِ القسـيّ ضوامـرٍ وصلت بقطع سباسـب وسهـوب
من كلّ مختصرِ الفـلاة بِمَعْجـلٍ فكأنهـا إيجـازُ لـفـظِ أديــب
يرعى الفلا بفمٍ وترعـى نحضـه مـن منسـمٍ للمـروِ ذي تشذيـب
ومطلـة فـي الخافقيـن خوافـقٍ كقلـوب أعـداء ذوات وجـيـب
من كل منشور على أفق الوغـى مسطُـورُه كالمُهْـرَقِ المكتـوب
جـاءت تتربـه العتـاق بنقعهـا والريـح تنفضـه مـن التتريـب
أو كـلّ ثعبـانٍ يُنـاطُ بقـسـورِ بين البنـودِ كَمُحَنَـقٍ وَغَضُـوب
صور خُلعنَ على الموات فخليـت فيهـا الحيـاة بسـورة ووثـوب
وفغرن أفواهـاً رحابـاً عطلـت أشداقهـا مـن ألسـن ونـيـوب
من كلّ شخصٍ يحتسي من ريحـه روحـاً يحـرك جسمـه بهبـوب
وترى بها العنقاءَ تنفضُ سِقْطَهـا فـي نَفْنَـفٍ للحائمـات رحيـب
وصلْتُ ذُرى المهديّتين وهاجـرتْ وكراً لهـا بالهنـد غيـر قريـب
وصواهلٍ مثل العواسـل عدوهـا أبدا لحـرب عـدوّك المحـروب
مِنْ كـلّ وَرْدٍ مـا يشاكـلُ لونَـهُ إلاّ تـورّد وجـنـة ِ المحـبـوب
وكأنَّمـا كَنَـزَتْ ذخيـرة ُ عِتْقَـه منه عبابَ البحـر فـي يعبـوب
أو أدهمٍ داجـي الإهـابِ كأنَّمـا صَبَغَ الغـرابَ بلونـهِ الغربيـب
أرساغـهُ دُررٌ علـى فيـروزجٍ لان الصفا مـن وقعـهِ لصليـب
يعـدو ولا ظـلٌّ لــه فكـأنَّـهُ برق فيـا للبـرق مـن مركـوب
أو أشهبٍ مثل الشهـاب ورجمـهِ شخصَ المريدِ بِمُحـرقٍ مشبـوب
لافرقَ ما بيـن الصبـاح وبينـه إلاَّ بـعـدوٍ مـنـه أو تقـريـب
أو أصفـرٍ مثـل البهـار مغيّـر بسواد عَرْفٍ عن سـواد عسيـب
أو أشعـل للـون فيـه شعـلـة ٌ تذكى بريـحٍ منـه ذات هبـوب
وكأنـه مِـرداة صخـرٍ حـطّـهُ من علوَ سيلٌ ماجَ فـي تصويـب
وكأنَّمـا سَكِـرَ الكميـتُ بلونـه فلـهُ بمشيتـه اختيـال طـروب
وكـأن حـدة َ طرفـه وفــؤاده من خَلْقِهِ فـي الأذن والعرقـوب
وجلت سروج الحلي فوق متونهـا سرجاً تألـق، وهـي ذات لهيـب
صَدَرَتْ من الذهبِ الثقيل خفافُهـا ونشاطـهـا متخـثـرٌ بلـغـوب
وكأنَّما مـن كـلّ شمـسٍ حليـة صيغـت لكـلّ مسـوَّمٍ مجنـوب
صليت ثـم قفـوت ملـة َ أحمـدٍ في نَحْـرِ كـلّ نجيبـة ٍ ونجيـب
من كلّ مرتفـع السنـام تحمَّلـتْ فيه المُـدَى بالفـرْيِ والتْرغيـب
حيـثُ النـدى بعفاتـه متـبـرحٌ تسديـه كـفّ متـوَّج محجـوب
يـا مـن قوافينـا مخافـة َ نقـده خَلُصَتْ مـن التنقيـح والتهذيـب
لم يبقَ في الدنيا مكـان غيـر ذا يجري المديح بـه ذوو التأويـب
خذها عروسَ محافـل لا تجتلـى إلا بحلـي عـلاك فـوق تريـب
لم يخرج الدرُّ الـذي زينـت بـه إلاَّ بغوصٍ فـي البحـور قريـب
أمـا بناتـي المفـردات فإنـهـا في الحسن أشهر من بنات حبيـب
لا ينكـح الـعـذراء إلا مـاجـد ٌ تبقـى بعصمتـه بقـاءَ عسيـب
وأنا أبـو الحسنـاءِ والغـرّاءِ إنْ أغربْ فما الإغرابُ لـي بغريـب
يدعو لك الحجّاج عنـد عجيجهـم وصِياحِهِمْ بالبيـتِ فـي ترحيـب
من كلّ أشعثَ مُحْرمٍ بلـغ المُنَـى بِمِنى ً وأدركَ غايـة َ المطلـوب
يبكـي بمكـة والحجـونِ مـردداً وبيثـربٍ يدعـو بـلا تثـريـب
فبقيت في العليـا لتدميـر العـدى وغنى الفقير وفرجـة ِ المكـروب