عَبثاً نحاوِلُ يا سَرابْ
عَبثاً نحاوِلُ أنْ ننامَ على ظَمأ
النَّوم يطردُهُ صَليلٌ للجَفاف يَدقُّ أوْصالَ الجَسَدْ
والرَّملُ يطفُرُ لاهباً بينَ الأَصابعْ
والشَّمْسُ ترفعُ سوطَها, ترمي بهِ
جَذْعاً لعوسَجَةٍ, تلوذُ بضرْعِ ساقِيةٍ عَقيمْ
وأنا وأنت ممزَّقان مُلوَّعانْ
لا الشَّمسُ تتركُنا نلوكُ العُمْرَ بالسُّؤرِ المعلَّقِ بالحَشَا
أو تسرقُ الحُلْمَ اللذيذَ منَ العيونِ فَننتهي
ونعيشُ رغْماً يا سَرابْ
الحُلْمُ يحرِقُهُ الظّما
والصَّبرُ يقْطعُهُ الظَّما
والنَّومُ ضَيفٌ ساحِرٌ
يدنو فتلفَحُهُ رِياحٌ من ظَما
عبثاً نحاوِلُ أن نلهَّى بالأَملْ
الآهُ تخرجُ من شفاهِكَ يائِسَةْ
والزَّفْرةُ الخضراءُ باتَتْ يا رفيقَ الهَمِّ, باتَتْ يابِسةْ
والماءُ تحت جفافِنا
بحرٌ تحاصِرُهُ الصُخورُ الموصَدَةْ
هي لا تمرِّرُ ماءَها
لجذورِنا العَطْشى فنورِقُ أمنياتْ
حتَّى وَلا
تتقنَّعُ الوَجْهَ اللطيفَ, فتحضِن الحَبَّ النَّديَّ, وتنتَضي
ناياً يغرِّدُ للحَياةْ
عَبثاً! نخبىءُ في الرِّمالِ جراحَنا
عَبثاً! نخدِّرُ باللظى المنثالِ منْ آهاتِنا أرواحَنا
فأَنا وأنتَ العارفانِ بما نُصوِّرُ يا سَرابْ
وبما نُكتِّمُ يا سَرابْ
للنَّاظرينَ منَ البعيدْ
دُنيا منَ الأحْلامِ مَلأى بالرِّغابْ
للهائمينَ على رمالِكَ أَضْلُعاً جَوعى وأوصالاً ظِماءْ