كل ثلاث دقائق يحصدُ الحصار طفلاً في العراق\"
كلّمَا جازتْ ثلاثاً
برعمٌ أطبَقَ جفنيْهِ على الحلْمِ وماتْ
عقربُ الدَّقاتِ يمشي
رهنَ أَنَّاتِ الفراتْ
يا نبيَّ الشرقِ لا تخجلْ فإنّ الشرقَ ماتْ
عندما يزحفُ هولاكو بإذنٍ من قُريشْ
ثمَّ يعثو في قريشْ
عندما يعْقِرُ روميٌّ نخيلَ الدجلتينْ
ويُحيّا باليديْن
عندما نخلطُ بينَ العزِّ والذلِّ ونَرضى
عِندَما يفترسُ الجوعُ الصَّغيراتِ ونَنسى
عِندَما تنْحَدِرُ النَّارُ مساءً
منْ بعيدٍ تمتطي بيتَ الحبيبةْ
ونَنامْ
عندَها!! لا
يا نبيَّ الشَّرْقِ, لا تخجلْ يكونُ الشَّرقُ ماتْ
* * *
كلَّما جازَتْ ثلاثاً
برعُمٌ أطبقَ جَفنيهِ على الحُلْمِ وماتْ
برعمٌ كان يربّي
بينَ جَفنيهِ صَبياً عَرَبيّاً
أوْ صَبيّةْ
كانَ يطوي فارِساً مِثل المُثنَّى
أو إماماً أو... نبيّا
ظبيةً مثلَ البَتولْ
أو كَليلى الأخيليةْ
شاعِراً, أو عالِماً أو... حالِماً
نوْرَةً منْ ضِفَّتي قَلبٍ شَذِيَّةْ
بُرْعُمٌ كانَ يَخلّي قَصبَ الأَهوارِ ناياتٍ
وإنْ ثارَ حِرابا
كانَ إذْ يغزو تميدُ الأَرضُ, تنهدُّ المدائِنْ
كانَ يحمي مَشْرقَ الشامِ وأَطرافَ الحِجازْ
كانَ يُمسي
والنواسيُّ وزِريابُ نَدامى في يَديهْ
كانتِ الشمسُ توفّي يومها منْهُ إليهْ
كانَ بستانَ وُرودٍ وعِنَبْ
ونُهوراً منْ ذهَبْ
برعمٌ مثلَ نَخيلِ الدجلتينْ
حمَّلتهُ الأمُّ إسماً عربياً
علَّمتْهُ
ما رَمتْهُ الرّيحُ والأَوجاعُ يَنهلُّ نَديّا
علَّمتْهُ
نُصْرَةَ القُرْبى وإِنصافَ اليَتيمْ
نَذَرَتْهُ
للسَّماواتِ نداءً عَرَبيّا
وصَحا الفَجْرَ على القَيدِ بساقَيْهِ, وزنْدَيهِ,
وعَينيهِ صَديداً عَربيّا..