غريقٌ على صَفْحةِ الخوفِ والزّمهريرِ
بذاكَ الصّباحِ العبوسِ المطيرِ
غريقٌ...
وَيَرْعَشُ تحتَ اللّحافِ صبيٌّ نَحيلٌ
ينازعُهُ الأمنَ خوفٌ من الشيخِ،
دَرْسُ الحسابِ،
وَلَسْعُ قضيبٍ من الخيزرانِ الضريرِ
يشاركُه النومَ والحلمَ، دِفْءَ الفِراشِ
حنيناً إلى صِبْيَةِ الحارةِ العابثينَ
و(كَرَّاجَةٍ) من جنونِ الطفولةِ
تمضي إلى آخر الحلمِ مُهْراً شموساً
وأمضي مع الشوطِ طيراً غريباً
تفرّدَ في أوّلِ السّربِ بين الطيورِ.
ـ أتحفظُ \"إنّا شرحنا، أعوذُ بربّ الفَلَقْ\"؟.
وَجَمْتُ طويلاً، طويلاً
ولَوَّحَ لي (بالفَلَقْ)(2).
مَعَ العَصْرِ
كانَ انْفلاتُ العصافيرِ من قَبْضَةِ الشَّيْخ،
طاروا إلى البابِ سِرباً جَفولاً
تدافعَ في حانياتِ الأزقّةِ،
غابوا بأحضانِ شوقِ البيوتِ،
وغبتُ كفرخِ يَمامٍ وحيدٍ
أغوصُ غريقاً
على صفحةِ الدّرب والزّمهريرِ ورَعْشِ الغَسَقْ.
تكوّرتُ في حضنها مُستكيناً
وأسلمتُ رأسي الصغيرَ لوجدِ الأمومةِ،
أغلقتُ جَفنا تقرّحَ صبراً
وماتَ انتظارا.
وكانتْ تتمتمُ حيناً بصوتٍ رَعُوشٍ:
\"فإنّ مَعَ العسرِ يسرا\"
وكنتُ \"أعوذُ بربِّ الفَلَقْ\".