الشاعر العربي || أقفاصٌ لزمن جديد



الشعراء حسب الحروف أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

القصائد حسب الحروف أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

القصائد حسب القافية أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي
   

 

  محمد الفهد

الشاعر :

 تفعيلة

القصيدة :

46591

رقم القصيدة :


::: أقفاصٌ لزمن جديد  :::


قالَ الهواءُ مصبّحاً روحي‏


لقد ضاقتْ بنا الأوقاتُ‏


حتى أدركتْ هذي الزجاجةُ‏


أنّها قدْ أصبحتْ نفقاً يسوّر‏


دورةَ الأيام‏


حتى ماتتِ الأعضاءُ في قبرِ الجسدْ‏


وبنتْ لها من لوعتي أفقاً‏


تطلٌُّ على المدائن كالأماسي،‏


ثم تفتحُ جرحَها بدمِ الغناءِ‏


لينتشي قهرٌ يذوّبُ صرختي‏


فوقَ البلدْ‏


فيصيرُ ظلُّ الكونِ أقفاصاً على ليلي،‏


وهذا الحبل يرميني إلى بئرٍ‏


يضيقُ من المسافةِ دورةً،‏


تُملي سكونَ الصوتِ في وجعي،‏


يكونُ الملح مرآةَ العيونِ،‏


فضقتُ من جرحي‏


ومن هذا الأنينِ‏


على مسافاتِ الإيابْ‏


فارحلْ لنأخذَ من بداياتِ المكانِ صفاءَه،‏


ونعيدَ للبرقِ السنابلَ في دروبِ الماءِ‏


تشربُه على مهلٍ‏


ونسمعَ في القصائدِ،‏


ما بكى نايُ الحبيبِ‏


تقطّرت آثارُه عشقاً‏


على كلِّ الدروبِ‏


فنامَ في كأسي‏


وسافَر في المغني غربةً،‏


أصغت لخاصرتي وقد جفّت‏


من الآهاتِ، حتى قطّعتْ صوتَ‏


الحنين، وجرّحتْ لونَ الضبابْ‏


وارحلْ، فقد ضاقتْ ثيابُ القولِ‏


عن جسدِ الحقيقةِ‏


وانشطرتُ، أُكدِّسُ الألحانَ‏


في ناي على أفقِ الكلامِ‏


وصوتِ نزفي في المساء‏


أجمّعُ الأشواقَ في ألحانِ عاشقةٍ‏


تهرِّبُ صوتَها بدمِ الكمنجةِ‏


ثم ترمي فوقَ ذاك الصبحِ‏


ما نسجَ الغمامُ من الحكايا فجأةً،‏


ما أودعت تلكَ الكروم بحبةِ العنبِ الصغيرةِ‏


تنتشي في السكرِ صارخةً،‏


لنهربَ من عماءِ الوقتِ أجنحةً،‏


مشارفَ نحو أسئلةِ السرابْ‏


وارحل فقد كسَّرتُ في كأسي الأخيرةِ،‏


ما تنادى من حنين اللحنِ في قيثارةٍ،‏


فقدَتْ موانئَها، فضاعِ اللحنُ في‏


هذي الخرائبِ.‏


صرتُ منفياً، لقهرِ الأرضِ نشربُه‏


بلا لغةٍ، صباحاً أو مساءً‏


أو على درجِ الغيابْ‏


فهربتُ نحو القمحِ،‏


ما تركتْ أغانٍ في دروب حصاده صبحاً،‏


وما حملتْ \"زوارق رغبتي\" من فتنةٍ‏


نحو اليدين، تحمّلان الوقتَ أسئلةَ القراءةِ،‏


من رحيلٍ نحو ذاكرةِ البكاءِ،‏


إلى مرافئَ أدمنتْ ليلَ المجونِ،‏


وسرِّ أسرابِ الحمامِ،‏


تفيء في ظلّي، فتتركُ في العيونِ‏


مسافةً من دمعِها،‏


ما أودعتْ نايٌّ على ليلِ القصبْ.‏


فرأيتُ ما عجزتْ تفاصيلُ الحكايةِ‏


أن يكونَ فضاءَها،‏


ورأيتُ ما تركَ التعبْ‏


مدناً تهرِّب حلمَها بمدى السكوتِ‏


كما تفيءُ بلابلٌ عطشى لأسرارِ الرمالِ.‏


وتنتهي ظمأً على بابِ العتابْ‏


وارحلْ.. فما للروحِ من طرقٍ تُكشِّفُ ظلمةَ‏


المعنى بغيرِ الضوء من قنديلِ ذاكرةِ‏


الطفولةِ، حينُ تجمعُ حلمَنا شيئاً فشيئاً،‏


ثم تفتحُ غيمةً تجري وراءَ النهر، كي‏


تجدَ الحبيبَ يجالسُ الذكرى،‏


يفتِّحُ في القميص نُعاسَ زرٍّ، أو‏


روابي من زهورِ اللوزِ، حانَ قطافُها‏


عسلاً، فنادتها خمورُ الأرض.‏


فاشتعلَ الشرابْ‏


وارحلْ.. لنخلصَ من مواتِ دروبنا في‏


هذه الأعضاءِ، نحو شقائقِ النعمانِ‏


تُغرِقُ دمعَها بمدى المساء،‏


وقرصُ شمسِ الكون يرميني على جبلٍ‏


فصرتُ فراشةً تمضي لشمعِ الروحِ‏


في ذاك الجوابْ‏


فكأنَّ بذرَ الأرض ينضجُ في شعابٍ‏


أدركتْ سرَّ الحنين،‏


وخبأتْ ظمأَ التلاقي،‏


كي تعيدَ النبعَ نحو عيونه الأولى،‏


وترتقَ كلَّ أثوابِ الخرابْ‏


وكأنَّ هذا الوقتَ قد سرقَ الحديقةَ‏


كاملاً، ورمى نفاياتِ الزمانِ على‏


الغيومِ ولادةً،‏


ليحلَّ في أمطارنا موتُ النهايةِ،‏


سيرُها نحو العذابْ‏


وكأنها ترمي إلى الأنفاس أن تصحو‏


بخاصرةِ التذكّرِ، ثم تأخذُ دربَها‏


نحو النشيدِ،‏


فكيفَ تحملُ وقتَك المهجورَ من زمنٍ‏


وكيفَ تقرِّبُ الأسماءَ؟‏


تلك قصائدٌ هربتْ،‏


وذاكَ النهرُ قد صارتْ موانئُه‏


على بابِ الطفولةِ،‏


ثم جاءتْ موجةٌ أخذتْ جراحَك فجأةً‏


ورمتْ دروباً كسّرتْ باب التذكر،‏


ثم ألقتْ فوقنا ليلاً من الأصواتِ،‏


والأحزانِ،‏


حتى صرتُ لا أدري بأيِّ الوقتِ أبحثُ‏


عن مرافئ رحلتي،‏


فكأنّ تاريخي تحوّلَ من فضاءٍ كاملٍ،‏


لمسيرةِ الأسماءِ في عودِ الثقابْ‏


لكنّها روحي هناكَ،‏


فقد توهّجَ ليلُ حبًّ‏


جُمّعت أسماؤُه فوقَ الحكايا،‏


كي يداعبَ هطلُه دنيا الجذورِ،‏


أصيرُ مشدوداً إلى درجِ العبورِ‏


مشارفي الأولى،‏


كما ترمي حروفٌ ظلَّها فوقَ الكتابْ‏


وارحلْ... لنحلمَ إننا نحيا، كما عشبٌ‏


يزكّي روحَنا بمدى المياهِ،‏


وقد تبلَّلْ بالمطرْ‏


فإذا عيونُ جراحنا‏


قيثارةٌ فتحت نوافذَها‏


ليشتعلَ القمرْ‏


فرأيتُ أن أتأمل الأيامَ وحدي،‏


ثم وحدي...‏


كالبنفسج هارباً، لتهاجرَ الأشواقُ‏


نحو حنينها في الصبح عائدةً إلى‏


شطر الأغاني في البداية، يوم كانتْ‏


بسمةُ الإشراقِ تغمرني بسرٍّ،‏


كي يضيءَ فضاءُه هذا النشيدَ،‏


يوشِّحُ المعنى بقافيةِ الرضابْ‏


فكأنني في كلِّ صبحٍ أفتحُ الشرفاتِ‏


نحو عيونها، كي أبصرَ الأشعارَ‏


ترميني على بابِ المغارة،‏


بيننا ثقبٌ،‏


وهذي النار تدفعني لأبحرَ‏


في المغارةِ، عائداً نحو الشطوطِ وثوبها،‏


كي أسترَ العوراتِ في ظلّي،‏


يؤاخيني ظلامٌ دامسٌ حولي،‏


وأفكارٌ تروحُ، تؤوبُ ثانيةً،‏


أطلُّ بروحها نحو المدى في داخلي‏


فكأنني برقٌ يضيءُ على العرائشِ،‏


حين تسقطُ من خريف الوقت‏


أوراقاً تحمِّلُها ظلالَ النوحِ‏


في قوس الربابْ‏


وكأن روحَ الذكريات قميصُ \"يوسفَ\"‏


يرجعُ الإبصارَ للروح التي دخلتْ‏


جفافَ الموت، حاصرَها أنينُ الناي،‏


حتى صارتِ الكلماتُ أقواساً لذاكَ‏


الدربِ، نحو طفولةٍ تِهِبُ القصيدةَ‏


وجدَها، وتكونُ ذاكرةَ الشبابْ‏


لأصير مشدوداً إلى لغة تعرِّشُ‏


في سحابِ مدائني الأولى،‏


وتأخذُ من غموضِ القولِ أشكالاً لذاكرتي،‏


تضمُّ بقلبها وجهاً،‏


يغيبُ عن المدائنِ‏


نحو \"غرّاف\" الفرات وصوته،‏


حيثُ الأغاني تأخذ الأصواتَ‏


نحو أصابعٍ أدمتْ، وصارتْ في‏


يباسِ الموتِ أوتاراً بلا قلبٍ‏


بلا سفرٍ، تعيدُ الآن من جسدِ التذكُّرِ‏


روحَها، لأكونَ منقسماً كما طين على‏


سطحِ القبابْ‏


فأرى دموعَ الأمِّ ميناءً لخاصرة الأماسي،‏


في انتشارِ الضوءِ فوقَ مدائنِ الملحِ السريعةِ حولنا،‏


وأرى ليالي الحبِّ تزهرُ في القميص‏


إذا ارتدى لونَ التذكّرِ‏


كالكمانِ إذا انتشى في صوتِ عاشقةٍ،‏


لأنهضَ كالمحاربِ، حينَ تدميه الخسارةُ‏


والضياعُ، فيحتمي بالليلِ أسيجةً،‏


ويفضحه على جمرٍ خطابْ‏


فأعودُ ملتحفاً مرارةَ هذه الدنيا،‏


وقد غابتْ عن الإبصارِ‏


ذاكرةُ الجوابْ‏

 

 

 

القصيدة التالية

 

القصيدة السابقة

 
 

 

أضف تصويتك للقصيدة :

   

 

 

 

 
     طباعة القصيدة  
     إهداء لصديق
  

  أعلم عن خلل

     أضف للمفضلة
إحصائيات القصيدة
 94 عدد القراءات
 0 عدد مرات الاستماع
 0 عدد التحميلات
  1.0 �� 5 نتائج التقييم
     
     استماع للقصيدة
  

  تحميل القصيدة

     قصيدة أخرى للشاعر
   

 أضف قصيدة مماثلة






 

 الشعراء الأكثر قصائد

 
عدد القصائد الشاعر
 ابن الرومي  2129
 أبوالعلاء المعري  2068
 ابن نباتة المصري  1532
 

 الشعراء الأكثر زيارةً

 
عدد الزيارات الشاعر
ابن الرومي  26804
ابن الأبار القضاعي  25657
أبوالعلاء المعري  24913
 

القصائد الأكثر قراءةً

 
عدد القراءات القصيدة
هو الشِّع  1371
لن أعودَ  1262
مقهى للبك  1189
 

شعراء العراق والشام

شعراء مصر والسودان

شعراء الجزيرة العربية

شعراء المغرب العربي

شعراء العصر الإسلامي

شعراء العصر الجاهلي

شعراء العصر العباسي

شعراء العصر الأندلسي


أضف قصيدتك في موقعنا الآن

استعرض قصائد الزوار

 

البحث عن قصيدة

 

فصحي عامية غير مهم

الشاعر

القافية
 
 

البحث عن شاعر
 

أول حرف من اسمه

اسم القسم
 
 
 
 
 

إحصائيات ديوان الشعر

 

47482

عدد القصائد

501

عدد الشعراء

1590384

عــدد الــــزوار

12

  المتواجدين حالياُ
 
 
   
الشاعر العربي :: اتصل بنا