الشاعر العربي || حكاية من حيّ الرمل



الشعراء حسب الحروف أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

القصائد حسب الحروف أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

القصائد حسب القافية أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي
   

 

  محمد الفهد

الشاعر :

 تفعيلة

القصيدة :

46583

رقم القصيدة :


::: حكاية من حيّ الرمل  :::







لم أخترِ الأوقاتَ، قد جاءتْ‏


مصادفةً، وجئتُ زمانَها,‏


لأقولَ للبحر الذي حاورتُه طولَ الطريق:‏


كم أشتهي وقتاً أجالسُ فيك‏


أَسئلتي وأوهامي,‏


وما قد صارَ في روحي‏


من الهمِّ المكدَّس في ثنايا هذه‏


الأيامِ أو فوقَ الخيالْ.‏


كم أشتهي أَنْ أعبرَ الجدرانَ,‏


علّي أسمعُ الأصواتَ في مرآتها‏


الأولى، وأوقظَ غفلةً نامتْ‏


على زندِ السنينَ، وهاجرتْ‏


بدمِ الزوالْ.‏


وفجأةً صرتُ الصغير بلثغةِ الأسماءِ‏


والكلماتِ، ما أوحتْ به أمٌّ لجارتها,‏


وما صارتْ به دنيا الحلالْ‏


وعلى ظلالِ البحرِ في حيِّ الرمالِ,‏


تركتُ فيه نعاسَ أحلامي,‏


وصرتُ الطفلَ في ضلعِ الحكايةِ,‏


والأبُ البدوي يرمي صوتَه مثلَ الرعودِ،‏


ومثلَ أوهامِ الظلالْ‏


فأشمُّ دخّانَ السجائر،‏


لونَه المسودَّ‏


ما صارتْ به دنيا الأصابعِ‏


من ظلال ترتدي لونَ الرمالْ‏


وفجاءةً عادتْ إليَّ اليومَ وِقفتهُ‏


على دنيا السؤالْ:‏


سأروحُ للقدسِ الشريفِ مقاتلاً،‏


ولكِ الخيار بما تَرينْ‏


فتفيضُ من عنقِ الزجاجة‏


حَيرةٌ. وتصيرُ دربَ الدمعتين‏


فكأنني غصنٌ تعلَّق في الهواءِ‏


وأسرعتْ تلكَ الزوابعِ بالعبور‏


وساقَها أُفقُ الشمالْ‏


عند المساءَ تقول أم لابنها:‏


هذي الحكايةُ دربُنا، مذ صارتِ‏


الطرقُ القديمةُ والحديثةُ تحتفي‏


بظهورِ روما فوقَ ألواحِ المعابدِ،‏


مذ تولّى السادةُ الحكامُ إِغلاقَ النوافذِ‏


والبنادقُ خبأتْ صوت المساءِ بروحها،‏


مذ أصبحتْ تلك الغيومُ غريبةً‏


عن دارها، والنايُ يصقلُ جرحَها‏


لغةً وأحلاماً، يُفتِّحُ سرَّها‏


فوق الخيالْ‏


عند المساءِ تقولُ أم لابنها:‏


ستكونُ بابَ البيتِ،‏


مئذنةَ الكلام، وتلةً‏


أرمي عليها زفرتي،‏


ما صارَ من تعبٍ على جرحي‏


وما تحملُ الأيامُ من عرقٍ غداً،‏


فأبوك راح يقاتلُ الأعداءَ‏


قربَ القدسِ في صفدٍ‏


وتذكرُ من بلاد اللهِ لا أدري‏


وتسقطُ فوقَ وجهي دمعتان،‏


وما تجلَّى اللهُ في ذاكَ الجمالْ‏


في الصبحِ، كانَ البابُ يُطرقُ من أذان‏


الفجر، والأشياءُ تفتحُ ذاتها.‏


وهناكَ عندَ الباب أغراضٌ‏


طعامٌ جاهزٌ،‏


وعلى مدارِ الوقتِ لم نلحظْ‏


بأنَّ الوقتَ قد سرقَ المؤونةَ عندنا،‏


بل كان دنيا قادراً للاحتفالْ‏


وفجاءةً مرتْ على سفري عيونُ أبي‏


وقد حملَ الجراحَ عميقةً في ضلعه،‏


والآهُ تندهُ فوقَ أكتافِ الرجالْ.‏


وهناك فوقَ الدرب، في كتفِ المسافةِ‏


كانَ يجلسُ سابحاً في قهره وجعاً،‏


وشكراً للذي دارى غيابَ الظهرِ‏


في ذاكَ القتالْ‏


وفجاءة وقفتْ بنا هذي العروقُ،‏


وصوتُها يمتدُّ في كلِّ اتجاهٍ نحو جرحِ‏


الوقتِ كي نرتَدَّ نحو الحاضرِ‏


المزرَقِّ في شيبٍ تناثرَ‏


في زوايا القلبِ‏


مزعوماً بذاكرةِ الجلالْ‏

 

 

 

 

القصيدة التالية

 

القصيدة السابقة

 
 

 

أضف تصويتك للقصيدة :

   

 

 

 

 
     طباعة القصيدة  
     إهداء لصديق
  

  أعلم عن خلل

     أضف للمفضلة
إحصائيات القصيدة
 82 عدد القراءات
 0 عدد مرات الاستماع
 0 عدد التحميلات
  1.0 �� 5 نتائج التقييم
     
     استماع للقصيدة
  

  تحميل القصيدة

     قصيدة أخرى للشاعر
   

 أضف قصيدة مماثلة






 

 الشعراء الأكثر قصائد

 
عدد القصائد الشاعر
 ابن الرومي  2129
 أبوالعلاء المعري  2068
 ابن نباتة المصري  1532
 

 الشعراء الأكثر زيارةً

 
عدد الزيارات الشاعر
ابن الأبار القضاعي  25304
ابن الرومي  24464
أبوالعلاء المعري  23300
 

القصائد الأكثر قراءةً

 
عدد القراءات القصيدة
هو الشِّع  1369
لن أعودَ  1258
مقهى للبك  1188
 

شعراء العراق والشام

شعراء مصر والسودان

شعراء الجزيرة العربية

شعراء المغرب العربي

شعراء العصر الإسلامي

شعراء العصر الجاهلي

شعراء العصر العباسي

شعراء العصر الأندلسي


أضف قصيدتك في موقعنا الآن

استعرض قصائد الزوار

 

البحث عن قصيدة

 

فصحي عامية غير مهم

الشاعر

القافية
 
 

البحث عن شاعر
 

أول حرف من اسمه

اسم القسم
 
 
 
 
 

إحصائيات ديوان الشعر

 

47482

عدد القصائد

501

عدد الشعراء

1531590

عــدد الــــزوار

6

  المتواجدين حالياُ
 
 
   
الشاعر العربي :: اتصل بنا