للصبح أنسامٌ يُفَتّحُ دربَ أحلامي,
وتشعلُ في التذكّرِ جمرةً مدفونةً,
وهنا على درجِ الحديقة,
حينَ أرشفُ قهوتي
تأتي عيونُ قصيدتي
فتضيءُ ذاكرةُ المكانْ
للروح أن يسري كما شاءتْ
به هذي الصخورُ
ويقتفي طفلاً، يذاكرُ كي يكونَ
من الأوائل، ثم يحضنُ بنتَ جارته
على مهلٍ يحلُّ رموزَ أسئلةِ السنابلِ
في الأصابع، ثم يزحفُ فوقَ أعتابِ
التلال، ليولدَ الذكرُ الحنونُ بصدره
وتغيبُ في ذاك التأوه
صرخةُ الغابات في أفقِ الزمان
وهنا سيعرف كيفَ تأخذه العيونُ
إلى الجبالِ, فيرتقي صخراً
وحينَ تراجعُ الأمطار رحلتَها,
يفيء بريفِ صخرٍ، سابحاً في روحه
والكونُ يُبرقُ فتنة في السنديان
ويكون أن ضاقتْ مغارةُ كهفهم
حتى استوتْ تلك الأصابعُ
فوقَ كتف حبيبةٍٍ
صرختْ به ليلاً، ليُسكتَ
ذئبةً في الروحِ تنهشُ ضلَعها,
ويكونُ أن تلدَ القصيدةُ قُبلةً أولى
وأخرى، تنسجَ الأكوانُ زهراً
رحلةً في الأقحوان
حين افترقنا عائدين إلى الحقيقة،
زارنا دمعُ المساءِ
ووِقفةٌ طالتْ
وظلّتْ في التأملِ تجرحُ الأزمانَ دوماً
كلما ضاقتْ بنا هذي البلادُ
وخانَنا ظلُّ الحنانْ