إذ ماتت
خبا في عينيها ألق
لكنما اقترب منها غزال مسحور
في حلكة ديجور..!)
1
سيدة وحصاة
ثدي في آخر الأفق
ثدي هائل
وصبي صغير!
2
يقعي الرسام الصعلوك بقرب النهر
وفي جوف الليل
يحدق في عتمة هذا الصمت:
تبزغ رومي شنايدر من جوف الماء
تهمي صوبه
تدفع بين أصابعه فلسا
تجذبه من كم ردائه صوب القاع
يدخل مملكة النور
تجلس في حضنه عارية
يتوجس هذا الظل العاري
ويمضي، يحمل على كتفيه الثور
ـ آه..! قال
قالت: آه..!!
ورأت رمحاً يدلف في جنبه1
(كان السيد عمليق قد حاصر المكان والزمان
وألقى القبض على المربية والندامى التعبين
قتل كل الديوك الخرساء
وحطم زهر السنين الكامد!)
في الحال تناثر لون اللوحة
أعطى للسماء صبغة: الدماء
وللأرض صبغة: الرماد
ولون حلمة الثدي بالليل
وما تبقى انحدر في النهر وطارد الفراغ!
3
.. وهو النهر المعتم الداكن
لا نجوم هنالك
لا قمر
تجلس رومي شنايدر
في بطء تفتح حقيبة قش
تخرج مرآة
تحدق فيها في تعب
فلا تراها المرآة!
4
ثدي هي السماء
وأنت مشرف على الغرق!
5
تركوك وحدَك
وسيعودون
قضبانك عالية
لا قمر..
لا تغمض عينيك، لا
ها إني أرى في عينيك القمر!
6
ـ هل تأتي؟
ـ أذكر أمي كانت تصحبني
كنت في الثلج الأبيض
أهمي وأترك آثارا
لكني الآن على الماء أسير!
7
ويوم أخذوك ليقتلوك
بقرب الليل
بقرب النهر
كانت تتجول شاحبة / وميض رصاص..
صمت!
8
مطر..
مطر في ليل المدينة
نهر..
نهر قريب
ينام في صمت المدينة!
9
إنه الشتاء
هل تخرجين في هذا الثلج الأبيض المتباطئ
يهمي على المنازل وأسيجة الحدائق
والطريق إلى المدرسة ويغمر السهوب؟
10
تتصعلك لاهية في أنفاق الليل
تلمّ عليها الشال وتبسم في ألق
أمدّ يدي أتبعها تأخذني صوب العمق المترامي
ثمة بوم يعلو وقطارات تمضي لاهثة
لا نبصر إلا عجعجة وعويل زمن
تغمرنا العتمة، غيوم سود تمضي
وهنا ملح الأرض رماد.. حلكة!
11
رومي شنايدر
نهر
غبش مقفل
وعواء سهوب!
12
تقعي في آخر هذا الشارع
وكالطفلة ترسم وجهاً على الإسفلت القارس
ثلج يهمي
تبسم ضاحكة وتمدّ ظلال أصابعها
الشرطي اقترب/ اقترب الشرطي الضخم اللاهث
ـ ها أنتِ أخيراً! قال ومدّ يداً
لكن فراغا عضّ يده!
13
...وهي القمر الصغير يدلف في الحلكة
كهفنا في الجبل العالي
وينام قرب ظلالنا
وعندما نصحو أرانا قد ابتللنا بالمطر
وطار القمر
تصحو رومي شنايدر
وهو الصباح والندى
ونحن في أعلى الجبال
في أول المدى
سفّ الصقر
دنا..
لا يا سيد الصخور
ليس من ميت هنا الليلة
انتظر غدا!
14
ها هي في الليل الماطر تتنزه
يدنو منها الشرطي وندنو
لا يبصر شيئاً
لكنا نبصر رومي شنايدر
((ونحكم عليك بالموت
قبل وبعد الموت
بعد الموت
بعد الموت))
في الساعة السابعة
كانوا يضعون الزهور على قبري
وكان النعش مجنزراً
لا ندرس كيف استطاعت حمامة
أن تخرق السلاسل والتراب
لكنها الآن في منازل الساحرات
في كوخ من حلوى السكر
في صحبة امرأة تدعى: رومي شنايدر!!
15
تمد أصابعها عبر الزمن المتعفن
أستاف رائحة مجهولة
تفسخ جسد!
أسألها: لماذا صامتة أنت؟
تبسم متأسية
وبتعب تغمد في عنقي الخنجر!
16
في آخر المتنزه وحدي
وابتداء الصباح
كانوا قد أشعلوا ناراً
لكن الحارس أطفأها معتذراً
وأطفأ المصباح!