لنابُلْسَ الحبِّ تروي المساءاتُ أشعارها
لذاك البريق الذي يتبدى
كأيقونةٍ في العيونْ
لذاك الجبين الذي يستريح
على هامةِ المجد تاجاً
ويمشي على هديه التائهونْ
لذاك الصبي الذي يرفض الانحناءَ
وفي يده رايةٌ وحجرْ
لذاك الذي مزقته الشظايا
وظلَّ بهياً كنور المسيحْ
لذاك الذي في الرؤى يستريحْ
ألملمُ زهر المراعي شفيفاً
فمن منكم يستحقُّ الورودَ
ليأتِ إليَّ
فآتي إليه
وفوق يديَّ
أكاليل غارٍ
تطوق جيد الذين
يموتون عني
لأنيَ لا أتقن الموتَ
حيثُ الحياةُ
ولا أشعل الشمعَ
حيث الظلامُ
ولا أعلن الرفض
حيث الشموخُ
ولا أكتبُ الليل طقساً جميلاً
ألا بئسَ ما شرّع الخائفونْ
* * *
لنابُلْسَ الحبِّ أفتح في القلب بيّارةً
فكم هي تعشق رائحة البرتقالْ
لماذا الضجيجُ الذي يملأ الكونَ؟
ماذا ستجدي الدموعُ؟؟
لقد دمّروا روعة البرتقالِ
وما عاد في الكون إلا الغبارُ
وصايا الشهيد نُردِّدُها
وسربُ الحمام الذي أَطلقَتْهُ
أيادي الولاةِ
تشتتَ في عتمة الليلِ
حيث الطغاةُ
يعدّون في آخر الليل
وجبتهمْ
على رقعةٍ من تخوم المحيطِ
إلى آخر الموج في وشوشات الخليج!!
ونحن كعادتنا
نردد ذاتَ النشيدِ
بعينٍ ترف على دمعها
وعينٍ تراقب نزف الجريحْ
* * *
فماذا نقول لأطفالنا
وقد حار فوق الشفاه السؤالُ
فعقبةُ منّا... وطلحةُ
وابن الوليدِ
ألم يتركوا خلفهم أحداً
يشيل مع الفجر رايتنا
ويَركزُها فوق سفح الخليل؟!
* * *
دعي كلَّ أحلامك الخادعاتِ
وسيري على الأرض لو مرةً
ويكفيك ركضاً وراء السرابِ
فلسطينُ تمضي إلى ليلها
لأني وثقت بحراسها
فواأسفاهُ على حلمٍ
تشتت فوق طيور السحابْ
* * *
تسائلني في الهزيع الأخيرِ
طيور فلسطينَ عن دربها
وعن سرِّ أبوابيَ المقفلةْ
طيور فلسطين ملتاعةٌ
وقد فقدت سمْتَها البوصلةْ
* * *
تجمّد فوق الشفاه الجوابُ
لأنِّي أعلم علم اليقينِ
بأن الجدار يخبىءُ عذراً
وفي كل منعطفٍ مقصلةْ |