مَنِ الملثمُ الذي
يبينُ حيناً
ثم يظهرُ
ممتشقاً قامته الفارعةَ
ومشرعاً للنورْ
ومخاصراً شجرةَ نارٍ عاريهْ؟
كانت إلى الأمس القريبِ
قصيدةً
تغازل القمرْ
وكان يأوي لفيئها العشاقْ
لم يبقْ إلا ظلُّهمْ!!
أقْسَمَ أن يغمسَ بالدم الزكىِِّ
راحتيهْ
ليرسم الدربَ الجديدةَ في رمال النبضْ
علَّ القوافلَ تهتديْ
بعد التعثرِ في حقول التيهِ
دهراً من سَغَبْ....
* * *
يا أيها الطالع من نبض القصيدةْ
مدججاً بالنورِ
والشفقِ المسافرِ في حقولِ الروحْ
خذني إلى ساريةٍ
تخفق فوق شمسها
بيارقُ العربْ
* * *
يا أيها المسكونُ بالحلمِ
وبالصبرِ الجميلِ
وبالغيابْ
تسير في صحرائكَ البعيدة الأطراف
مُسْتَلَباً
تناوشْكَ الحرابْ
تصارع الرياح في جنونها
وتسألُ النجومَ في الظهيرةِ
عن واحةٍ تفيء في ظلالها
فتحصدُ السرابْ
* * *
من يوقظ النائمَ من سباتهِ
ويدرأ السيول عن أبوابنا؟
فاضتْ حدودُ السيلْ!
من يوقد النجومَ في دروبنا
طالت حبالُ الليلْ!!
من يُطلق الخيولَ من إسارها
صدئتْ سروجُ الخيلْ!!!
* * *
يا أيها الزمن الذي
يقودنا للموتِ جزاراً
ونحن طائعونْ
ثقَّبْتَ حلمَ أمسنا المفرود راياتٍ
على قمم الجبالْ
هيا انتصبْ مشنقةً
لعلَّ من يبيعنا
بأبخس الأثمان في مزادهِ
يخاف يوماً صحوةَ الغافينَ
من زمنٍ بعيدِ
تلك الحجافلُ لا تُخيف مشاكساً
يختار من ألق النجوم فضاءَهُ
كيما يغرِّد مفرداً
إذ يهجر السِّربَ الذي
يختار درب مساره في الظل
والشمس تنشر سحرها الشفقيّ
درباً للخلودْ
* * *
ما أروع الشمس التي
تفيضُ في الكون الجميلِ
بيادراً
وتذوب صبحاً من قُزحْ!!
ما أروعَ السارين نحو شموخهمْ
سِرْباً على مدِّ الفرحْ
هيّا امتشقْ أعلامَ رفضك رايةً
فلمثل مجدك تخفق الراياتُ
في الكونِ
ولمثل زَنْدِكَ
قد يليقُ السيفْ