تقول: أحبكَ لا ترحلِ
وأطلب وعداً فلا تبخلِ
لتجعلَ بدرَ الدجى هودجاً
وتأتي مساءً إلى منزلي
وتحضن كل الندى في الحقول
تروّي به خِفيةً مَشْتَلي
وتغزِلَ كل زهور الرُّبا
عناقيدَ نورٍ على المدخلِ
فأنتَ الملاذُ الذي أرتجيهِ
وأنت التَّوقُّد في المِشْعلِ
فلا تجعل العمر يمضي بنا
ويكفي ارتقاباً إلى المُقبلِ
* * *
فقلتُ: وقَد ناوشتني السهامُ
ودارت بي الأرض كالمغزلِ
أخمريةَ الوجنات انطقي
كلامك عذبٌ لتسترسلي
أحب النبيذ على شفتيكِ
ويسكرني صوتُك المخملي
وأهجع طفلاً صغيراً لديكِ
تغلغلَ في الفَاحِمِ المُسَدلِ
تحيط محيّاه رابيتانِ
ويُروى من الطيِّب المَنْهلِ
مِنَ العمر أطمع في لحظتينِ
تشيلين بعدهما محملي |