كلام في حوار الشمال والجنوب)
ظِلٌّّ لتابوت المنابرِ
في عناوين الظهيرةِ
نشرةُ الأحلام تأتي..
بعد تأبين حضارِيّ لخاتمة العذابْ
شَحَبَتْ مناديلُ المساءِ
ظَننتُ أن الأزرق الفحميَّ
سفحُ اللونِ
فاتحةُ الرحيقِ
إذا تداخلتِ الظلالُ
تصالحَتْ أضواؤها
مَنْ ذا سيُطلقُ من غبار الطلع صيحتَهُ
(خبزٌ لأطفال الجنوبْ
وَرْدٌ لأطفال الشمالْ)
والناسُ في دَبَقِ الأماني
ينسجون –على الرمال –دَمَ الحوارِ
ويعرِجُون إلى سماء من رمادْ
* * *
المعدِنَيُّ هُنا ملامِحهُ مُسلَّحةٌ
لهُ لغةُ الشعاعِ
له بُروج الكونِ
حُلْمُ الطفل مشروعٌ حضاريٌّ هُنا
لا وقتَ للباكين –خلف البحر والصحراءِ
في حاسوبهمْ
هاآخر الأسبوعِ
يختزل المدينةَ في المصارف والجيوبْ
(خبزٌ لأطفال الجنوبْ)
فَرْوٌ على جَسَدِ الظلامِ
يُهَدهِدُ المدن التي
تغفو على قلق المصانع والضبابْ
صباحُها..
شَهدٌ تقَطَّر من حليب الليلِ
والجنس المدنَّس
إنه الأحدُ المباركْ
آنَ وقتُ صلاتهمْ
زُلفى لآلهةِ الحديدِ والاختزالْ
(وردٌ لأطفال الشمالْ)
* * *
مَنْ يحملُ الآن القصيدةَ
بين آلاف الجياعِ
إذا أتاك حديثُ مرضِعةٍ
تُغامر في قفار الأرض عاريةً
لتجمع ما تبقى من هشيم الماءِ
بالساقينِ
والنهدينِ
بالوجه الغباريِّ المُدجَّج بالذهولْ
مَطَرٌ تسرَّبِ من شقوق الليلِ
والأفواهُ طينٌ كافرٌ
إنَّ الحرائقَ داهمتهمْ في البطونْ
للضوء طعمٌ حامضيٌ عند خط الاستواءِ
ومِهرجانُ الخبز مرتبكٌ
على أفق الجنونْ
يا أيها الشفقُ الحنونْ
هُناك ينحسر الغروبُ إلى الهجيرِ
ويرتدي ظمأ البراري
مَنْ سيُسمِعُنا صدى أكبادهم
تَبْتَلُّ نيرانٌ على أجسادهم
ما بين لون القمح والكاكاوِ
لونُ الحزن يختصر العيونْ
* * *
للطفلِ أحلامٌ يغرغرها الضُّحى
للحُلم سِرٌ في الدُّمى والأغنياتِ
فضاؤُه شَجَرٌ من الحلوى
ونجمٌ يحتسي الألوانَ
أُمٌّ تمنحُ الغابات عصفورَ البَرَاءَةِ
بَسْمَةٌ من عاشقين توحَّدا في الحلمِ
من أقصى الشمال.. إلى الجنوبْ
فإلام يتَّكِئُ العراةُ على تباريح الأوامْ
هذا فضاء الوهمِ
يحتقن الغمام على الغمامِ
ولا غمامْ
بالخوف نحتضنُ الحمامَ
إذا تغمَّدنا الحمامْ
وردٌ وخُبزٌ فيهما سِرُّ الحوارِ
فكيف زاغوا عن مفاتيح الكلامْ؟!!
* * *
قاموسُنا البشريُّ منكفئٌ على أنقاضِهِ
كَوْن ومَرْثِيَةٌ تمدُّ نشيجَها
كَوْنٌُ ومهزلةُ الصواريخ البريئةِ
من دم الفقراءِ
مأثرةُ السلام تلوكني.. وتلوكني
أنَّى أطيِّرُ بهجتي
يقتادني شبح الشعاع الليزريِّ
إلى السرابْ
أرنو إلى دمعِ المسيحِ
وجمرةٍ في كفِّ مريمَ
فاجعٌ هذا السواد القرمزيُّ
على دروب (الناصرةْ)
طعنوا نواميس السماءِ
وفصَّلوا جسدي صليباً
فوق رمل الهاجرةْ
ودعَوا إلى طقس السلامِ
فأولموني للبُغاث الغادرةْ
ثَمِلٌ أنا في حانة القهر المُبرمَجِ
لا كَسِبتُ الخبزَ..
لا وردَ الجنازةِ..
في حِواراتِ الكواليسِ الرجيمةِ
ما كَسِبْتُ
سوى القضايا الخاسرةْ |