على غفلةٍ من همومي
مضى كلُّ شيءٍ إلى شيئهِ
وتلاشى الذي بيننا
في ضباب العيونْ .
* * *
على غفلةٍ من حريق البنفسجِ
غادر وجهكِ بستانَ روحي
وأوغلَ في الهجرِ
والصمتِ
هل كان ما بيننا محْضُ وهمٍ
قضى نحبهُ تحت جمرِ السكونْ؟!!
* * *
يا ربيعَ جنوني
لماذا طعنتِ الخريفَ
وماذا فعلتِ بأرجوحةِ الغيمِ
والياسمينِ الحنُونْ؟!!
لماذا هجرتِ ضفافَ الخُصوبةِ
والنهرُ ما زالَ في عنفوانِ العَطاءِ
وفي هدأةِ الظلِّ تحنو علينا الغصونْ.
* * *
أنا مُثقَلٌ بالزمانِ
وستونَ ريحاً تهزُّ الفصولَ
ربيعاً.. ربيعاً
ولا يَسقُطُ الزهرُ
فالروحُ تُورقُ بين براعمكِ الوارفاتِ
لأُبعدَ عنكِ الأسى والشجونْ
أنا مفعمٌ بالغناءِ
وستونَ حُزناً تُطاردني
مُنذُ فجر الطفولةِ
حتى عقارب هذا الزمانِ الخؤونْ.
* * *
أيا (سينُ) ما أنصَفَ الدَّهرَ
والبينُ مُغْرَورقٌ بالجنونْ
لمن تتركينَ الشفاهَ تلوبُ
ولم يبلغِ الحبُّ سنّ الفطامِ
لمن تتركين الرضيعَ وحيداً
ونهداكِ لم يبخلا بطقوس النبيذِ
على مرِّ أيامنا الوالهاتِ
كلانا يُقلّبُ سفرَ الحنانِ
خريفاً... ربيعاً
ربيعاً.. خريفاً
تباركَ من صاغ هذا الهوى
ووحّدَ فينا الفصولْ
* * *
دمي مُترعٌ بالعواصفِ
رغم هدوءِ الشرايينِ
قلبي يعاود إيقاعهُ
ثم يقبع في كاتم الصوتِ
وجهي يُبَدّدُ ما روَّجَ الحاسدونْ
ولكنّ حنجرتي
سوف تنهار ذات انفجارٍ
وأصرخُ.. أصرخُ:
إني أُحبكِ
يا فتنةَ اللهِ
يا قمحَ روحي
أُحبكِ يا خنجراً
نام بين ضلوعي قريراً
ولم أنتبهْ لنزيفٍ
تسلّلَ بين الخلايا
وسَرْبَلَني بالذهولِ
على شاهق الزيزفونْ
* * *
لماذا تسلقتِ روحي
على سُلَّمٍ من زجاجٍ شفيفٍ
وحين صحوتُ
تكَسَّرَ موج الرمالِ
وأبحرَ فوق السراب
شراعُ المواعيدِ
تلك (الرسائلُ)
من خطَّها بمدادِ الأساطيرِ
فاغتالَ قلبي على زئبقِ الكلماتِ
وأشعل نار الظنونْ؟!!
* * *
لأني أحبك ثم أُحبك يا وردةَ الله
فَلْتَعذُري نَزَقَ الأُقحوانِ
ورَعْدَ البراكين في داخلي
لأني أخاف عليكِ
... ومني.... ومنكِ
ومن لحظةٍ كانهيار الصواعقِ
خَلْفَ السحاب الهَتونْ
أخافُ إذا انفجرَ البرقُ في مُقلتيَّ
وفوق لساني
وباح يراعي بأسرارِه
سيفضحُ ما كان من أمرنا ذات يومٍ
وما قد يكونْ. |