الشفةُ العليا
بنتُ الشفةِ السفلى
ذات السبعةِ أعوام
قرأتْ رأس أبيها في أوَلِ هاتف
فاستأذنتِ الروحَ،
لتنهضَ من غفوتها
وتراختْ خلفَ أواني البيتِ
كأنَّ ذراع الهاتفِ، أوحى
لأبيها أن يأخذ غفوتهُ، وينام
الشفةُ العليا
بنتُ الشفةِ السفلى
ما احمرّتْ حين أتاها النرجسُ
من ذاكرة الشعرِ،
وما كشفتْ عن وجهِ أبيها
حين تورّط بعد الواحدةِ صباحاً
ورآها تخطفُ من مرآة الشمسِ الثكلى
زوجَ يمام
هل كانت تسعى
مثلَ صبايا الديرةِ في الفستانِ الأبيضِ
نحو حياةٍ عبأها الصمتُ القاتلُ بالحيرةِ،
ثمَّ دعاها
أن تكشفَ عن صدرِ أبيها
كيفَ تمنّى أن تَكْبُرَ في صحن الديرةِ
حتى ينفُرَ من نافذةِ الشفتينِ، دمٌ
أوّلُهُ أنتَ
وآخرُهُ آياتٍ تتلى
بعد صلاةِ الأحلام
الشفةُ العليا
والشفةُ السفلى
قارئتانِ
لكلِّ بياضِ الأنثى
في حقل الأنغام |