في منطقةٍ خضراءَ
كان صديقي الشاعرَ
يكتبُ عن بيت أبيهِ الكائن
في مكتبةِ الفنْ
ويحدثني عن حارسِهِ الشخصيِّ
العودُ
وما يتناسلُ فيه من الأوتار
قلتُ سأسمعُ منكَ اللحنْ
بعد هروب الأحلام من الطاقةِ،
خبّأتِ الجدةُ فيها رسماً لدبيب النمل
على الجدرانِ
وخبّأتِ الجارةُ فيها ورقاً مطويّاً
منذ نزول الثلج على عتبات الظنْ
قلتُ سأسمعُ
ما أنجزتَ،
وما سرّبتَ لغائبةٍ في السيرك
هل نقّطتَ النوتة بالحبر السائلِ
ثمّ خطرتَ إلى خيمة أحلامكَ
وحدكَ؟
هل تُبْتَ أخيراً
عن لغة الأزرقِ في البحر
وأمضيتَ نهاركَ
في ترتيب الخيمةِ للرقص الغجري؟
قال أدر كأسَكَ،
فالحانةُ حبلى
بالراهن من أشباح الجنِ
فجلستُ إليه
وبي ما في الخمرةِ من معنى
أطربني بكلامٍ موسيقيٍّ
حاد عن اللغة المبنية للتخصيصِ،
ولم تلحنْ بالفكر الطازج
حيث يجانبُ كلُّ الناسِ العهدَ المنصوصَ
على سنبلةٍ
ذات مقامٍ واحد
وجلستُ إليه
وبي رمقٌ لم أُفلِحْ منذ زفاف عطارد
أن أكتبهُ
جَمَّ حصاة المقلاة دبيبُ النملِ
فقمتُ إلى حيث النايُ الأقربُ
من وشمِ الجارةِ والجدةِ،
فاعترضَ طريقي،
وبنبرة نهوند الحيرةِ، قال
صديقي الشاعر... أين؟
لم أحفل بسؤال صديقي
فأنا من عائلةٍ
فاضت
مرآةُ
حواريها
بالفن