غيّرتُ أوزانَ الخليلِ من المتاعِ،
وقد نجوتُ من السحابةْ
وخلطّتُ مدَّ الحرفِ بالخبب المنادى
وصعدتُ آخرَ ما تناقصَ،
من فِمِ الريح الحرون على الكتابةْ
حتى إذا خفَّ الخفيفُ إلى صلاةٍ،
قلتُ هذا صاحبي
في الغارماتِ لهُ من الفوضى
حدودٌ لم تنم تحت الرقابةْ
طاف المدينةَ
باحثاً عن طائرٍ
صَرْفِ الغريدِ،
ويشبهُ المعنى،
وخَبْطَ يدٍ،
تنازلَ عن مرارتِها
دَمٌ
عاجَ انسحاب البحرِ،
من دمع الربابةْ
(2)
كأنني يا نايُ
لم أُعطِ الندى وطناً
ولم أرتَّلْ مرّةً من سيرتي
شجنا
كأنني لم أنتبه
لقصيدةِ الذكرى
وقد شيَّعتُها وحدي،
وما نهضتْ
ولكن عزَّ فيها الماءُ،
وافتتنا
هذي يدايَ،
حنينُ أمي وهيَ جامحةٌ،
ولا ووضوح أبي قد يسعف الفننا
حرّكُتُهُ في الليلِ،
حتى أينعت
من أرضِهِ
رُطَبٌ،
ومن أسمائِهِ
عَصَبٌ،
والريحُ هزّتْ تحتهُ كَفَنَا
هذي سماءٌ كنتُ حارسها
وأكتبُ فوق نجمِ تائهٍ
في الليلِ،
ما لم يكتب الشعراءُ قبلي
غير أني لم أجز في الريح
رَسْمَ العارفينَ، ولم أنم
في حاضر النارنج إذا وَهَنا
سنسلتُها عَطَشاً
وما سنسلتُ غيمتَها
كم ذا يناغي في الصدى ريحاً
والصوتُ يغمرُ نفسَهُ،
وأنا
أمارسُ
بعضَ
ما سنسلتُهُ
زمنا
(3)
لكنه المقهى يحاورُ نفسَهُ
والشايُ يُسعفُ صاحبي
من بردةٍ شتويَّةٍ،
ويدي تمارسُ كلَّ طقسٍ شاردٍ
من غضبة الجسدِ
وأنا الخليلُ،
سلالةٌ من حامض الليمونِ
ترشحُ من سؤالٍ طافحٍ
أين المُنادى، والمصفّى
وأبي يطاردني هنا
في حانةِ الوطنِ المشفّى
فاكتبوا أيامكم
في حانةٍ من واضحِ التكوين
وابتدعوا قصيدتنا،
فقد هَبَطَ الحمامُ إلى منازِلهِ،
وغنّى
جئنا من الماضي
إلى غَدِنا،
ولم ننس الحوارَ المرَّ
لم ننسَ السؤالَ عن الذي غنّى
أبي مرَّ الغمامُ هنا
في باحةِ المقهى،
ولم يملكْ من الماء الحرونِ
سوى ربابتهِ على وترِ الغدِ
وأنا
وكأسُ الريحِ
نشهدُ ما يجيءُ من الكلامِ شفاهةً
هذي جراحي يا بلادي
فاشهدي