تمرّ... بيَ الذكرياتُ
فأطلق روحي
إلى حبقٍ في الشبابيكِ
أو قمرٍ...
يتمرجح بين العيونْ
إلى الدم حين ينبّهُ فجراً
على الطرقاتِ...
وأجنحة الشرفاتِ البعيدةِ
للصحوِ...
حيث يعرَّي السكونْ...
******
تمر بيَ الذكرياتُ
فأنَّى ذهبتُ
تظلّ بقايايَ عالقةً فوق أسرارها
إذا هزّت الريحُ أغصانها
تزوّج ليلي بأقمارهِ
وكأني أسيرُ على الماءِ
تركضُ قربي النجومُ
تحطّ الفراشاتُ
تخفقُ روحي كنهرٍ
وجسمي شراعٌ
يلمُّ عن البحر أمواجَه المسدلاتِ
فأنهض مثل الصباح المبكّرِ
أنشرُ وقتيَ غابهْ
أسائل نفسي...؟
أقلباً ملكتُ بصدري...؟
أم الطيرُ جفّلهُ
أيّلٌ في الأصيلْ
******
فكم مرّةً
جاءنا الحبُّ
رث الثيابِ
يمشط أحَلامه تحت شباكِنا
ويضيءُ الأصابعَ
بين ثلوجِ المدينةِ
يقضمُ أوقاتنَا
حبّة...
إثر حبّهْ
يبلّلنا
ماؤه في الأغاني
ويحرقنا...
جمرُه في الطريقِ الطويلْ
********
ألا كنْ لنا
أيّها الحبُ
كن كيفما شئتَ
كن طفلَنا كي نسمّيكَ
أو حارس الوقتِ
كي نشتهيكَ
ونعطيك شكلَ المرايا
وسحرَ الحكايا
ودمعتنا في حلولِ الخريف
وفرحتنا في انقلاب الفصولْ
******
هي الذكرياتُ
تبدّل مفتاح بيتي
وخارطتي لبلوغ الكواكبْ
ونافذتي للتبصرّ بين المراكبْ
وأسئلتي للتنزه بين اللغات
******
هي الذكرياتُ
سقوطُ الصباحِ
على جدولٍ من جليدْ
تسلّقُ عشبٍ على حائطِ القلبِ
بيدرُ أحلامِنا
بذورُ الحنين على الأفق
كم نستريح على ضفتيّها
ونلقي إلى الماء أطرافنا
فيسحّ النبيذُ
يزيّن تلك الفتاة التي ما تزالُ ترفُّ
أمام النوافذِ
بين القصائدِ
قربِ السياج
فأصرخُ...
كوني غدي
لأُوقنَ أني أراكِ
وكوني سلامي
ليهدأ داخل روحي
جنون انتظاري
وقصّي عليّ النهارَ
كما تشتهينَ
وشدّي بحاري إلى ضفتيكِ
لسوف أديرُ إلى العمر ظهري
إذا ما وصلْتُ إليكِ
فما زلتُ أبحرُ
يدفعني للوصولِ...
الوصولْ