هَزَزْتِ بِغُصْنِ القَلْبِ، حَتَّى تَفَتَّحَا
وأصغى لأجراس الندى، تَمْلأ الضُّحَى
تناديهِ أن يمضي إلى آخر المَدى
وقد فَوَّحَ الريحانُ، والكَرْمُ لَوَّحا
أََدَرْتِ لَهُ كَأْساً، يفور حَبَابُها
ومن قبلِ أن يعلو الحَبابُ تَرَنَّحا
وعَلَّ وعَلَّتْهُ، انتَشَى وانْتَشَتْ بِهِ
وقَفَّلَ واسْتَرْخَى، ونامَ ومَا صَحَا
فداهَمَهُ عَصْفٌ، توارَيْتِ بَعْدَهُ
كأَنكِ سَطْرٌ كان في الطِرْسِ وانمَحى
*
رَحَلْتِ ورانَ الصمتُ، لَمْ تَلْتَفِتْ يَدٌ
إِليَّ، ولا جَفْنٌ عليَّ تَقَرَّحَا
وهاأَنَذَا، كَأْسِي شظايا تَطَايَرَتْ
وما طحتُ وَحْدِي، فالزمانُ تَطَوَّحَا
ولم أَبْكِ أمْسِي، بل بكيتُ على غَدٍ
لوى جِيدَهُ، قبل المَجيءِ، وَرَوَّحَا
على حُلُمٍ، ما كاد يخضَلُّ طَيفُهُ
بعينيَّ، حتى غامَ أُفْقٌ، فَصَوَّحَا
وقلبٍ لَجُوجٍ، كُلَّما انْفَكَّ من رَحى
طوته رحى أخرى، وَهَمَّتْ بهِ رَحَى |