أرسمُ الصبحَ،
شفيفاً مثل عينِ الديك،
والأُفقَ،
وقَد صَفَّقَتِ الطيرُ بِهِ،
والريحُ تمحو..
أرسمُ الشارعَ،
يكْتَظُّ، بلا لصٍّ وشَحَّاذٍ،
ويمتَدُّ، بلا حاجز أو مَفْرَزَةٍ،
والريحُ تمحو..
أرسمُ الأشجارَ،
من دونِ ثعابينَ وحَطَّابين،
والحُلْمَ، بلا مَقْبَرَةٍ،
والبيتَ، من دونِ سياجٍ،
ورغيفَ الصبر، من دُونِ دمٍ،
والريحُ تمحو..
*
كيفَ أمحو الريح،
هل أتركُها ترسمُ لي،
وجهاً بلا عينينِ، أو دون جبينٍ؟
كيف أمحو الريحَ،
من دونِ يَدٍ تَعتَصِرُ الجَمْرَ،
ومن دونِ خيولٍ تعجنُ الصخرَ،
وتأتي بوعودِ السُّحُبِ الحُبلى،
وقد راحت تسحُّ؟
كيفَ أمحو،
كيفَ أمحو؟؟.