ـ هامش على بكائية ديك الجن..
عشرينَ عاماً،
كنتُ أقتلُها، وتنهَضُ،
ثم أَقتلُها،
وتفتَحُ لِي يَدَيْهَا..
عشرينَ عاماً،
كنتُ أهدمُ ما بنَتْ.. وأتيهُ،
وهي تضمُّني في مُقْلَتَيها..
*
ونسيتُها،
أَلقيتُها بينَ الأفَاعي والضباعِ،
أَنِفْتُ مِنْ نَظَري إليهَا..
وشُغِلْتُ بالنزواتِ،
والغزوات،
حتى شَبَّت النيرانُ حولي،
فَاحْتَرَقْتُ،
وها أنا ـ يا لَلفجيعَةِ ـ
بعد أن ضَيَّعْتُها،
أَبكي عليها..
2 ـ هامش على لاميَّة الطغرائي..
دَعْهَا،
فقد تمضي على عَجَلِ..
وانظُرْ إليكَ,
الخيطُ ضَاعَ.. الهُوَّةُ اتَّسَعَتْ،
وضاقَتْ فُسْحَةُ الأَمَلِ..
*
سأعلُّ كأسي،
لن أُعلِّلَ بَعْدُ بالآمالِ نفسِي،
لن أُمَنِّيها بأفْقٍ لا أراهُ،
ولا يراني..
سأعلُّ كأسي،
عَلَّها تكوي عُروقي،
قبل أن تكوي لِسَاني..
طالَ اغترابي،
والزَّمانُ امتَدَّ بِي،
حَتَّى أَرَاني..
من كان في حُضني ينامُ،
يجدُّ في قتلِي،
ومَنْ دُوني عَلاَني..
*
غاضَ الوفًَاءُ،
فبانَتِ الأَوشَالُ،
بانَ المَحْلُ والوَحْلُ،
الطحالِبُ والعقاربُ،
إنها القِيعانُ،
سُؤْرٌ كُلَّهُ كَدَرٌ،
فَمُتْ عَطَشاً،
ولا تطلب من القيعانِ ماءْ..
وشَلٌ ومُنْحَدَرٌ،
ونَفْسُكَ هذهِ،
أَمَّارَةٌ بالكبرياءْ..
*
دَعْهَا،
فقد تمضي على عَجَلِ..
لا تدْنُ مِنْ وشَلٍ،
وَمُتْ في الُّلجِ،
سُمٌّ مَصَّةُ الوَشَلِ..
3 ـ هامش على مرثية ابن الرَّيب..
.. وأجَلْ،
على نفسي بكيتُ،
وما بكيتُ على طَلَلْ..
كان الغضَا عَصْفاً،
وقفراً داجياً..
لم يلتَفِتْ خِلٌّ إليَّ،
ولم أجد سيفاً ولا رمحاً رُدَينيّاً،
أمامي باكيا..
فَهَويْتُ من حُزنٍ،
هويتُ على عَجَلْ..
والريحُ من فوقي،
تُهِيلُ سوافيا..
*
فَصَدُوا وريدي
\"أم فَصَدتُ أنا وريدي!،
ليتَني أدري\"،
وحينَ جرى دمي،
بينَ القوافل والقبائل،
صَدَّ مَنْ سَدَّ النوافِذُ،
واستراحَ،
وفَزَّ مَنْ أَلفَى دَمي،
مُتَفَتِّحاً كالوردِ،
أحمرَ قانياً..
هُوَذاَ دمي المسفوح،
كالعنقاءِ، أولَدُ منهُ ثانيةً،
وأطلعُ من حرائقِهِ،
على الصحراء،
نهراً جاريا..