شارَةُ نَصْلٍ،
لا شارَةُ نَصْرٍ،
بينَ السَّبابَةِ والوسْطَى ..
وأنا الشاهِدُ والمشهودُ،
أنا الأُخْدُودُ،
فَتَحتُ كتابي،
آنَ اندَلَقَ السيلُ،
فَعَرَّى من عَرَّى، وهو يفورُ،
وغَطَّى من غَطَّى..
فاختلَطَتْ فيهِ نجومٌ بِحَصَى،
وظِباءٌ بيرابيعَ،
فتحتُ كتابي،
آنَ اسْتَعَرَ الدَّمُ،
بينَ الصخرةِ والوَعْلِ،
وبينَ الوردةِ والنَّعْلِ،
فتحتُ كتابي،
والأبراجُ الأولى مازالت تهوي،
والسيلُ أمامي يَتَمَطَّى..
*
مِنْ فَتْقٍ بينَ فتوقٍ شَتَّى،
أَنْسَفحُ الآن،
أنا الماضي،
أسحَلُ خلفي مُدُناً،
وأَسَاطيرَ،
أنا الآتي،
ألوي عُنُقَ الشمسِ إِليَّ،
وقد لُويَتْ عُنُقي،
والتَوَتِ الطرقاتُ،
وأنتُمْ، يا من تنسفحونُ،
ورائي وأمامي،
وعلى كَفيَّ وعينيَّ،
انتزِعوا من شَفَتَيَّ الأقفالَ،
انتزعوني مني
وعَلَيَّ ـ السَّاعَةَ ـ
أَنْ أَدْعَكَ هذي الأطلال،
وأن أتخطَّى ما أتخطَّى..
*
شارةُ عَصْفٍ،
بين السبَّابَةِ والوسْطَى..
وأنا الجرحُ، فتحتُ كتابي
آنَ تَسَاوَى مَنْ سَكَنَ الجُرحَ،
ومَنْ أعْطَى
للمهمازِ قَفَاهُ،
وأنتم، يا من تندلقون عَلَيَّ،
سَنَاجِبَ في الزّمن الخُلَّبِ،
تقرضُ حتى الجذْرَ،
أسَاويكُمْ والعصف المأكول،
أنا الشاهِدُ والمشهودُ،
اندَلِعي يا صرخات الأخدود،
اندلِعي
وتَوَهَّجْ يا جرحُ،
من الجُرحِ، وليسَ سوى الجرح،
يجيءُ البرقُ،
تَوهَّجْ يا جرحُ،
ودوري يا عَجَلاتِ الحُمَّى
ما جاءَ بهِ السيلُ،
رَمَاهُ على الجُرفِ،
وما عُلِّقَ من أَقراطٍ،
في الآذانِ الصُمِّ،
تَسَاقَطَ،
قِرْطاً قِرْطَا..
.......................
شارةُ بَرْقٍ،
بينَ السَبَّابَةِ والوسْطَى..