أعلى من شهوتكِ الأولى
أتأرجحُ غيماً فوق مشانق مائي
أتساقطُ فوق رمادكِ
كي يتخلَّقَ وجهي في مرآتِكِ
من مشجٍ ينبضُ في لونكِ
كنتِ أنا
فانتبذي موتي
كي ينتهيَ الثلجُ بنهرٍ ينْزفُنا
حين نعانقُنا ظلاً
تحت الشمسْ
[2]
وعلى سدرةِ حلمتكِ الشدهاءَ
رأيتُ الأرض كلؤلؤةٍ زرقاءَ
ألا انسحبي
كي أسقطَ منتحراً في النرجسِ
سوف يمرُّ النسيانُ
ويقرأُ في الليلِ وصيَّةَ روحي:
قمراً
ينبضُ غيماً أخضرَ في الصحراءْ
[3]
وعلى المذبحِ
أسلمتُ غيومي قرباناً في حضرةِ
رغبتكِ الأولى
غارتْ في جلدكِ أسرارُ أصابع روحي
فاستمعي
جسدي يترتّل فوق سفوحكِ
ثمَّ يوضئ أوجاعَ الرحلةِ
قبلَ صلاةِ البحرِ.....
وحين سأرجعُ ثانية
في فجر صلاتكِ
لن أعرفَ طفلاً كانَ تنسَّخَ من ظلي
وامتدَّ على فخذيكِ
ولكن حين يعانقني
سيذوبُ دموعاً في قلبي
[4]
حين أذبتُكِ في نسغي
صرتُ أثيراً
وحين ركبتُ على المذبحِ بين يديكِ
سلختِ اسمي
كي أصبحَ أنتِ
فمن أنتِ..؟!!
بحثتُ طويلاً عن وجهي
في المرآةِ
رأيتُ فراغاً
فتحجَّرَ ظلي تمثالاً
فصرختُ
وما عدتُ أرى
[5]
في قاعِ الليلِ
وتحت هذاءِ الأحلامِ الثكلى
رسبتْ ألوانُ الموسيقى
راسمةً وجهَكِ أيقونةَ سحرٍ
فوقَ جدارِ الكونِ
فكيفَ سأنحتُ وجهَ الصدفةِ
كي أعبُرَ جسرَ الدهشةِ
كيف أمعدنُ ظلي
كي يتعمّدَ فوق رخامِكِ
كيف سأرفعُ فولاذَ الغيمِ الأزرقِ
عن أضلاعِ صلاتي
كي أتلوَ حزني
كيف سأشعلُ قلبَ العتمةِ
في قاعِ الليلْ
[6]
وهبطتُ بخاراً فوقَ ترابِكِ
يا امرأتي
أكملتُ مديحي في حضرةِ ثدييكِ
فكونيني
كي أُبعثَ فوقَ غيابِكِ
ترتيلاً
لفراشاتِ الموتْ
[7]
الأرضُ سريرٌ أكبُر من جسدي
أكبُر من ظلِكِ
حين يحنَّطُ في قلبي
الأرضُ كجلدِك
لا تبلغُه الشيخوخةُ
في شهرِ النردينِ تقشِّرُ سحنتَها
ومثلُكِ تبقى برعمةً
بعد خريفِ الشمسْ
[8]
وحين قفزتُ كضوءٍ من قلبي
وسقطتُ على وجهِكِ
يا امرأتي
هبَّتْ..
لم تفهمْ زوبعةُ اللذَّةِ وجهَ قراراتي
فاحتجتُ إلى وجعي بوصلةً
كي أَرْجِعَ
ضلعي مجداف يكتبُ فوق هنيهاتي
في نهرٍ يتلاشى في مقبرةِ الله
[9]
ذاتَ مساءٍ
فوقَ رصيفِ يديكِ
فرشتُ الثلجَ .. ونمتُ
فهبَّتْ ريحٌ
كانتْ راسبةً في آناءِ الليلِ
وراحتْ تنسخُني في الآفاقِ
وأما قلبي
كانَ رصاصاً
يغرقُ في وجهِكِ
يغرقُ في قاعِ الصمتْ
[10]
وأصابتني ضوءاً ذاتَ صباحٍ
إمرأةً
غَسَلَتْ وجهَ الغائبِ
عن وجهِ الحلمِ
مضتْ تتخاصرُ مع ظلِّ الغائبِ
ترقصُ فوقَ سطورِ الأرضِ قصيدةَ
عطرٍ
وتطوِّفُ ريقَ الشهوةِ
في نهرٍ يحبو نحو سرابِ الغائبِ
يا امرأتي
في بهوِ النسيانِ شممتُ رغيفي
فركضتُ وراءَ سرابكِ
نهراً مذبوحاً
يعجنُ رملَكِ في صحراءِ التيهِ
ويحتضنُ الهذيانْ
[11]
وحين رجعتُ بعيدَ الطوفانِ
إلى الأرضِ الثكلى
كنتُ وحيداً
فوقَ رمادِ الماءِ
ولا شيءَ..
لا شيء سوى أنات سماءٍ نادمةٍ
أينكِ يا امرأتي..؟!!
من ضلعي المزروعِ صلاةً
فوقَ رمادِكِ
طرتِ فراشاً
مَلأَ الكونَ
وغطى موتي
[12]
ونسيتُ هنا قلبي
كالقنفذِ فوقَ رصيفِ يديكِ
ولما عدتُ من الخيبةِ
كانتْ ريحُ العزلةِ
تدهسُ فوقَ زمانِ الملحِ
هلامَ الأمسِ
تدحرجُ فوقَ شظايا النهرِ
خديجَ الروحْ
[13]
بوجهٍ حنِّطَ في زمنِ الخيبةِ
نصَّبتُ رخامَ الصمتِ
مليكاً للسلوانِ
وعدتُ أهزُّ جذوعَ الريحِ
فنامي
كي يغمرَكِ النسيانْ