على موجتي
أفاقَ نعاسُ الكلامِ
من الحلم فوق حريرِ الغرامِ
فصبَّح روحي، ورتّبَ لي مهجتي
ووسَّعَ لي فسحةً في الفضاءِ
فطيَّرتُ ريشَ الغناءِ
إلى زوجتي
حبيبي
يرمِّمُ جلدي
ويختمُ بالشهدِ خدي
ويبعثُ شمساً بُعيدَ غروبي
تعيدُ من العتمِ ظلي
لبعضِكَ كلي
حبيبي
وكان حبيبي
يُعدُّ صباحَ الفطورِ
على طبقٍ من كلامِ العطورِ
عصيرَ السرابِ وبيضاً وريقِ الحليبِ
ويومئُ: أن النهارَ قليلُ
وأنَّ الهواءَ عليلُ
بدارِ الذنوبِ
أنا من أنا
أجيبي لأمسكَ موتي
إذا ما رآني أُزوِّجُ صوتي
على ساعديك بأنثى ذَوَتْ بيننا
كريحٍ على شجرِ الأمنياتِ
وراحت مع الأغنياتِ
لأبقى هنا
حبيبي الذي في الأعالي
تهيَّأ في الأرضِ تحت الشجرْ
ونادى: تعرَ لتدخلَ مُلكَ القمرْ
حبيبي يقبِّلُ روحي فيوشمُ بالعطرِ حالي
حبيبي يلوّنُ ظلي ببرجِ غيابي
ويرسمُ وجهيَ فوق السحابِ
حبيبي الذي بي يبالي
نهارٌ صريحُ
يطيِّرُ سربَ الكلامِ
إلى غيمِ صمتي، ويعلو منامي
رويداً.. رويداً ويرفعُ ظلّي المديحُ
إلى سدّة الريحِ يعلو.. ويعلو
يوشوشُ حيناً.. ويتلو
وحيناً يبوحُ
سيأتي ورائي
ويجلسُ فوق انتظاري
رجعتُ: يقولُ، فيتلو انتصاري
خطابَ الحضورِ، ويعلو.. فتدنو سمائي
ليعلنَ فيها.. ومنها قبولي
قبلتُ حوارَ الفصولِ
لأمدحَ مائي
يطيرُ البجعْ
يوشوشُ قلبَ سحابي:
حبيبُكَ جفَّ، فيهوي ضبابي
وتبكي غيومي، فيرضعُ حتى الوجعْ
ضروعَ اشتياقي، ويضربُ صدري
أطلتَ، وعُتِّقَ خمري
بماذا الطمعْ
رأيتُ اللقالقَ فوق الحزينةِ ترفو
بدمعِ الحريرِ عيونَ المساءِ
فيبصرُ كُنْهَ السماءِ
عميقاً.. ويغفو
رأيتُ الزمانَ يفكّرُ قرب السرابِ
فأيقظتُ قلبي ليتبعَ روحي
وبحتُ فنامتْ جروحي
وهبَّ ضبابي
على هامشِ الريحِ كانت شكوكي تنامُ
وتحلمُ: كان السرابُ يغني
لموجِ حبيبي، ومني
يهجُّ الغمامُ
على شرشفِ الماءِ كانت زهوري تموءُ
تقولُ: عطشتُ، فيبكي سرابي
لماذا أطلتُ غيابي
لماذا أجيءُ
رأيتُ حبيبي يرتِّبُ وجهي، فَغِرْتُ
وسرّاً فقأتُ عيونَ المرايا
كَسَرْتُ إطارَ الهدايا
سئلتُ، وحِرْتُ
أكنتُ بوجهي سوايا
أكنتُ بظلي مثيلَ أنايا
مسختُ تفاصيلَ وجهي، ومني نَفَرْتُ
رأيتُ الخيولَ تعودُ إلى الريحِ ليلا
على هامشِ الوقتِ فوق الرصيفِ
وتذعنُ خلف السيوفِ
وتصطفُّ رتلا
وتبدأُ نحو النزيفِ
مسيراً، وتبلغُ جرفَ الخريفِ
وتسقطُ فوق الزمانِ، فتصعدُ أعلى
أناخوا السفنْ
وألقوا عتابَ المراسي
على ساحلِ الفجرِ فوق المآسي
وآخوا ـ ولا يعرفونَ لماذا ـ الزمنْ
تراهمْ إذنْ
أعادوا حنينَ النحاسِ
وقادوا قطيعَ سنيّ اليباسِ
إلى البَرِّ عادوا ونادوا صهيلَ المدنْ
كغيري تماما
ركضتُ لألحقَ نفسي
وراءَ حبيبي، وقاومتُ يأسي
تبعتُ أمامي، وكان سرابي غماما
كنفسي تماما
أردتُ اليقينَ لغيري
لحقتُ بظلي، ومازلتُ أجري
أمامَ ورائي فضعتُ، أضعتُ الإماما |