سنَخرجُ من جلدِنا
فادخلونا.
كما شئتمُ آمنينْ
*صيادٌ في أعلى العتمةِ،
ينسجُ قمصانَ ضبابٍ لنهارٍ سيجيءُ ليسفرَ عن
*بغيٍ تحت ظلالِ التفاحِ
تؤرجحُ شهوتَها في النبعِ الأعمى، ترقبُ:
*رجلاً يلبسُ قشرَ البدءِ
ويرضعُ من غزلانِ الدهشةِ
يأكلُ زغبَ النسيانِ
ويحسبُ أن النومَ هو الموتُ العابرُ
مرآةٌ كلُ الأشكالِ يراها
في اليومِ التالي
يأتي مع قطعانِ الصيفِ إلى نبعِ الماءِ
فيثني قامتَه المحنيةَ كي يشربَ من ماءِ المرآةِ
يرى...
هل هذا ظلي المائي .. ؟!!
ومن عينيها في المرآةِ
إلى عينيها فوقَ الماءِ
انطلقتْ عاصفةٌ
ونَضَتْ مئزرَها
فحبا ـ مرتبكاً في الطِين ـ إليها
شمَّ العبقَ السريّ
تهجّى الفارقَ بين الماءِ..
وبينَ ترابِ الفتنةِ
حرفاً... حرفاً...
فأحسَّ بجوفٍ في رأسهِ ينمو
أومأَ
فاصطادتْ فرصتَها
جرّته إلى لغزِ اللغةِ الموبوءةِ بالمعرفةِ الأولى
سمَّتْ كلَّ الأشياءِ
ولكنَّ الجوفَ توسَّعَ أكثرَ
مرَّتْ ستةُ أيامٍ.. سبعُ ليالٍ
أدركَ أنْ لا حلَّ سوى العودة
قالَ:
سأرجعُ
قالتْ:
دعني أنسجُ من ورقِ التينِ قميصاً
كي تخفيَ عيبكَ
أنتَ الأسمى
أذعنَ
في اليومِ السابعِ, ودَّعَها:
سأعودُ
فقالتْ:
إن عدتَ، ولم ترجعْ
فارجعْ لي
عادَ إلى مملكةِ الغابةِ
لكنَّ الغزلانَ أشاحتْ
ماذا يجري..؟
ما فعلتْ بي هذه المرأةُ
ما فعلتْ ..؟
كانَ يهزُّ بصرختِه الأولى أركانَ الكونِ
هوى..
وانكبَّ على وجههِ ينشجُ
ينشجُ حتى نامَ.....
وحين أفاقَ:
تراهُ الكابوسُ..؟!!
ولكنَّ الغابة كانتْ خائفةً،
ورأى سروالَ التينِ فأيقنَ أن اللعنةَ حلَّتْ
فهوى..
وانكبَّ على وجههِ ينشجُ
هامَ بصمتِ الحزنِ
يودِّعُ بالدمعِ النادمِ مملكةَ الحلمِ
وقادتْه خطاهُ إلى نبعِ الأفعى
خجلاً .. مهزوماً..
ورأتهُ المرأة
كانتْ تعبثُ بالماءِ
فخرَّ، ومدَّ يديه
أشاحتْ ساخرةً:
ها قد عدتَ.. لماذا..؟
كانَ النبعُ يفورُ فبلَّلَه بالذلِّ
فقالتْ:
لا بأسَ..
هناكَ وراءَ الأفقِ مدائن
لم ينطقْ
مدَّتْ يدَها كي تمسكَ معصمَهُ الخائرَ،
ولَّى وجهَهُ نحو الشرقِ
تمعَّنَ كي يحفرَ في صخرِ الذاكرةِ الأولى
الفردوسَ المفقود
تمعَّنَ حتى غابَ الضوءُ وراءَ دموعِ
الحسرةِ
قالَ بصمتِ اللغةِ الخرساء
وداعاً
الأنثى مصيدةُ المعرفةِ الأولى
ووداعاً كانَ الدمعُ
وجرَّتْه وراءَ ظلالِ خطاها
غرباً
مبلولاً بالإثمِ
ورائحةِ المعرفةِ القذرةْ