في أقصى اللونِ
ومن أقبيةِ اللغةِ المنسيةِ
خرجتْ أرملةُ الناياتِ لتشكمَ ريحَ العزلةِ
نامَ الجرحُ على ليلِ اللؤلؤةِ الزرقاءِ
ونامتْ تجربةُ الزنبقِ في المرآةِ
على غفلتها الأولى
وتكلَّسَ وجهُ الصمتِ
و(نَزْنَزَني) بقعاً آسنةً لصراخٍ منسيٍ
في عتمٍ يصفحُ عن أخطاءِ اللونِ
ويرسمُ أوجاعَ الماءِ بسحنتها الأولى
أبتِ .. أبتِ..
من أنتْ..؟!
لليلِ بلاطٌ في حضرةِ أحزاني
مرَّ الهدهدُ من أيلولَ ببيدرِ أخطائي
للوقتِ قميصٌ أضيقُ من خصرِ امرأتي
مرَّ فراغٌ خلفَ سرابِ اللحظةِ
وانتحرَ الجلدُ على ناصيةِ الألوانِ الأخرى
للبحرِ نشيدٌ من آهاتِ الموتى
مرَّ الماءُ وراءَ دخانِ اللونِ
وعادَ إلى بطنِ الحوتِ
لينحتَ بالدمعِ حنينَ الغيمِ إلى الأنثى
والبحرُ تزوَّجَ أمي كي يمتحنَ الماءَ
تزوَّجَ أمي كي يرثَ الأرضَ
فمن أنتْ
أبتِ..
أبتِ..من أنتْ..؟!
أبتِ
في آخرِ روحي يتبعثرُ من قاعِ النرجسِ لؤلؤُ
أسمائي
في آخرِ روحي يسقطُ من أيلولَ كلامُ الأمواتِ
على بقعِ الصمتِ الداكنِ
في أخرِ روحي تتبدَّدُ عنصرةُ الأفكارِ
وتدخلُ في سابعةِ التكوينِ
لتحمل أمي جثةَ ظلي
من يلدُ النسيانَ..
ومن يبلغُ حزني في أعلى الليلِ ليقطفَ
حصرمَ دمعي
من يتلو الألوانَ بقاعِ العتمةِ
من يلبسُ إِمرأتي بعدي
من سيعانقُ ظلي كي أدخلَ برزخَ أمي
من غيري سيكونُ أنا..؟!
أبتِ
إمرأتي لم تهبطْ من مرآةِ الزنبقِ
لم تصعدْ في مزمورِ الريحِ
فكيفَ سأُعلي زيتوني
كي يعلنَ للشمسِ كلاماً آخرَ
عن تجربةِ البحرِ الأولى خلفَ عبيرِ البرِّ
وكيف أُطامنُ محنةَ روحي
أبتِ
لم أبلغْ باب وصاياكَ لأدخلَ في أُقنومِ الأخضرِ
لم أنحتْ من صلواتي وجهاً في مرآتِكَ
لا تتركني في بطنِ اليأسِ وحيداً
لم أكسبْ إلا أخطائي
خنتُ امرأتي.. في السرِّ
أكلتُ أبي.. في السرِ
وأورثتُ تراثي للنسيانِ ليرشحَ مائي في وجهِكَ
بعثرني أكثرَ
فتّتْ معدنَ أسمائي
تجربتي أضيقُ من زئبقِ وجهي
موتي أعمقُ من بازلتِ الحكمةِ
فاغفرْ لي شعري