ستأتي إليّ..
وأعرفُ أنَّكَ...
تبحثُ عن دمعةٍ،
كي تردَّ لعينيكَ،
بعض البريقْ،
وتبحثُ عن رجفةٍ،
كي تردَّ لقلبك،
شيئاً من الدفءِ..
أعرفُ سرّكَ..
يرتادُ وهْجَ الطريقْ..
وسرْبَ الأماني،
يغادرُ صدركَ،
منكسراً....
ويحلِّقُ فوق وجيب الرمالِ،
وفوق سطورِ الليالي،
لعلّ ركامَ المسافةِ،
يطلقُ أسْرَ الشفاهِ،
ويكشفُ لغز المضيقْ.
ستأتي إليّ..
وتسبلُ وجهكَ،
بين يَدَيَّ،
وتحملُ شمسك،
متعبة القدمينِ!،
وتبقى تنامُ على راحتيّ،
وأنتَ بعيدٌ...
صداكَ هنا،
وسنين الطفولةِ والكشفِ،
يا سائدَ الحلْمِ،
خفِّفْ من الغيمِ
عانقْ سماءكَ،
في ساحةِ الذكرياتِ،
على شجر العمرِ،
واهجرْ نجومي قليلاً،
فقد أرهقتكَ الدروبُ،
وشدّتْ على خصركَ الأمنياتُ،
سواعدها،
بوشاح الشواطئِ..
يا نورسَ الروحِ،
لا تخفِ شوقكَ للملح والموجِ،
أعرفُ أنَّكَ..
مازلتَ تسمعُ في القلبِ،
همسَ الفصولِ،
وترسمُ فوق شرودِ الهواءِ،
حواراً خجولاً،
يرتّبُ في البالِ،
دربَ الوصولِ،
فمازال طعمُ البراءةِ،
مختبئاً،
في دليل الفؤادِ،
ومازلتُ...
أسمعُ صوتكَ،
في آخر الليلِ،
يلهثُ خلفَ الخيالِ،
ينادي،
ينادي،
ويأتي إليّ.
(20/1/2002) |