ماذا ستحملُ من رحيلكَ؟
هذه أنشودةٌ،
أهدتكَ، يوماً، سرِّها،
حين انحنيتَ،
على الخريرِ،
ورحتَ تشربُ قاعَهْ!.
سكنَ الحصى شفتيكَ،
دهْراً...
لمْ تملَّ من الحصى،
فحصى عليكَ ضياعَهْ!.
ماذا ستحملُ من رحيلكَ؟
تلكَ غيرتُها...
تسدُّ عليكَ باباً..
كنتَ تفتحهُ،
إذا فرشَ السماءَ نجومَهْ.
كفُّ المدينةِ ناحلٌ!
هذا صنيعُكَ،
مذْ تركتَ ترابها،
يغتالُ لون العشبِ..
في صمتٍ همومَهْ!.
ماذا ستحمل من رحيلكَ،
يا رحيلُ،
وأنتَ دونَهْ؟.
هذا اتفاقٌ،
بين عاصفةٍ وغربَهْ!
جعلتْ سماءَكَ عاريهْ!
فاشْهَدْ..
لزوجةَ راحتيكَ،
وخذْ دمكْ!
لمْ يبقَ،
من زمن الطفولةِ،
ثانيَهْ!.
ماذا ستحمل،
من رحيلك،
كلُّ زاويةٍ،
تعجُّ بزاويَهْ!
وبقاعُكَ الغرقى..
بنشوةِ هولها،
تسعى لتغفرَ..
للجنونِ جنونَهْ!
كيفَ ارتسمتَ،
على الجدارْ؟
وعلوتَ فوقَ الريحِ!
مَنْ أخفى النهارْ؟
حتى يعيدَ عليكَ..
من عصر الجليدِ،
جليدهْ؟.
هي قبلةٌ،
سارتْ إليكَ،
بمحضِ رغبتها،
لتسكبَ ريقها..
فوقَ المكانْ..
واختارَ بحرُكَ دربَهْ.
ماذا ستحمل من رحيلكَ؟
كيفَ تحتلُّ انتظارَ الموتِ؟
والأمواتُ،
قد زحفوا إليكَ..
دبيبُهمْ،
في مسمعيكَ،
وما تزالُ تصرُّ..
أنَّ الياسمينَ حقيقَهْ..
أوّاهُ...
ما أدراكَ، أنَّكَ..
كنتَ مرتاداً طريقَهْ؟
قفْ..
فوقًَ جثَّتها إذن!
واعبرْ خفايا الموتِ،
أو فأسْكنْ مضيقَهْ!
ماذا ستحمل من رحيلك..
يا رحيلُ،
وأنتَ دونَهْ؟
هاهمْ يبيعونَ الترابَ،
ويقذفونكَ..
فوقَ أرصفةِ المدينَةْ!.
وغداً... تجيءُ خيولُهم..
تطأ الهواءْ!،
لا بحرَ يمنعهم،
فقدْ صلبوهُ خوفَ الجوعِ،
سحرُ جدائل الأمواجِ،
قُصَّ على الرمالْ!
يا بحرُ...
كيفَ ترشُّهُ بالملحِ وحدهُ؟
كيفَ تنكرُ نزفهُ؟
وتردُّ، في صمتٍ، جراحهْ!
ماذا ستحمل من رحيلك...
والرحيلُ يضمُّ،
في موتٍ، نجاحهْ؟!.
16/4/1992